منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي

كلمة معالي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة – 8 مارس 2015

التاريخ: 08/03/2015

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. اليوم 8 مارس 2015، يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي للمرأة، وذلك من منطلق ايمانه بأن المرأة عامل رئيسي من عوامل تقدم الدول ونموها وازدهارها. وبهذه المناسبة يسر منظمة التعاون الإسلامي أن توجه التهنئة للمرأة المسلمة في جميع أنحاء العالم وتشيد بأدوارها الاستثنائية التي تقوم بها لتنمية أسرتها ومجتمعها وبلادها والعالم كله. وإذ تهنئ منظمة التعاون الإسلامي المرأة المسلمة خصيصاً بهذه المناسبة، فإنها تؤكد أن ذلك ينبع من منطلق احترامها لدورها وعرفانا لما قدمته ومازالت تقدمه للمجتمعات من رعاية وعناية ومشاركة فاعلة للنهوض بالمجتمعات وبالأمة الإسلامية جمعاء. لقد كرّم الدين الإسلامي الحنيف المرأة وأقر حقها في الحياة إشارة الى الآية الكريمة: "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَت " ]سورة التكوير:8[، إذ أن الإسلام قد وضع حدا لعادة وأد البنات التي كانت تمارس من قبل العرب في عصور الجاهلية وقبل الإسلام . كما جعل الإسلام للمرأة مكانة عالية كونها ا أول من أسلم واعترف بنبوءة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهي السيدة خديجة بنت خويلد (رضى الله عنها)، وأول شهيدة في الإسلام هي السيدة سمية – زوجة ياسر (أم عمار) (رضي الله عنها) وكانت أول من ائتمنت المصحف الشريف هي السيدة حفصة بنت عمر (رضى الله عنها). وقد اعترف الإسلام للمرأة بأهليتها وحقها في مزاولة كافة الأنشطة التي من شأنها أن تعزز مكانتها وكرامتها وتصلح من شأنها وشأن أسرتها ومجتمعها وبلادها، حيث جعل الإسلام ميزان التفاضل بين الرجل والمرأة وأساس المساواة هو العمل الصالح والتقوى، فقد فقال الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]. ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أن اعترف لها بالمزايا والصفات العملية جنباً إلى جنب مع الرجل فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]. ومن المعروف أن التاريخ الإسلامي حافل بنماذج مشرفة للمرأة المسلمة التي لم تمنعها ظروف مجتمعها من أن تكون فقيهة أو أن تعمل بأعظم الأعمال كالوعظ والإفتاء والتعليم الشرعي وحتى في المشاركة السياسية. ففي مجال الفقه ظهر اسم المرأة كفقيهة بداية من القرن الأول للهجرة وحتى القرن الثانى عشر للهجرة وكانت أقدم الفقيهات "زينب بنت أبى سلمة المخزومي" وفي مجال الإفتاء، كانت الفتوى بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) مباشرة مرتبطة بالحفاظ على السنة النبوية الشريفة فلعبت السيدة «عائشة» (رضى الله عنها) دوراً مهماً فى هذا المجال حيث كان المسلمون يلجأون إليها لمعرفة ما كان يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم فى حياته ومعيشته اليومية. وعن عمل المرأة في مجال الوعظ كان للمرأة تواجداً كبيراً فى هذا المجال ومن أهم الواعظات «سمراء بنت نهيك» والتي أخذت على عاتقها وعظ المسلمين فكانت تمر بالأسواق فى أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) تعظ الناس تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر. وفي المشاركة السياسية، فقد شاركت المرأة الرجال في ابرام الثقافة الدستورية والعقد الاجتماعي بإقامة الدولة في بيعة العقبة ومنهن أم عمارة، نسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمرو. وشاركت أم المؤمنين حفصة (رضى الله عنها) بالرأي في أمر الخلافة. وحيث أن قدرة المرأة على القيام بدورها في مجتمعها تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة بعد ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، فقد تبنت منظمة التعاون الإسلامي قضية المرأة المسلمة والنهوض بها ومواجهة التحديات التي تقف عثرة في وجهها، بل وجعلتها من أولى أولوياتها. ولقد جاءت خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي من أجل النهوض بالمرأة OPAAW كوليد للجهود المبذولة ومنعطفاً تاريخياً لإضفاء رؤية استراتيجية لدور المرأة وحافزاً للعمل على برامج المنظمة وأنشطتها الرامية إلى تحسين وضعية المرأة وتعزيز مشاركتها ودورها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. كما قامت منظمة التعاون الإسلامي من خلال برنامج العمل العشري (2005-2015) بإنشاء إدارة خاصة لدى الأمانة العامة تعنى بشؤون الأسرة والمرأة ومتابعة تنفيذ خطة المنظمة للنهوض بالمرأة وتنفيذ كافة القرارات ذات الصلة من أجل تحقيق أهداف المنظمة في النهوض بالمرأة. بالإضافة إلى ذلك، فقد وضعت المنظمة قضايا المرأة ورفاه الأسرة والطفولة ضمن أولوياتها وأهدافها في الخطة العشرية الثانية 2016-2025م. (وضمن اهتمامات المؤتمرا ت الوزارية ذات الصلة). وإذ تتوجه المنظمة بالتهنئة والتحية إلى المرأة المسلمة في كافة أنحاء العالم، فإنها تخص بها المرأة في مناطق النزاع والحرب في الدول الأعضاء خاصة، وعلى وجه الخصوص المرأة الفلسطينية المناضلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمرأة السورية في مخيمات اللاجئين، والمرأة العراقية والكشميرية وغيرهما من النساء الصامدات في مناطق النزاع، وتوجه المنظمة لهن تحية تقدير واحترام. كما رغبت المنظمة في توجيه التحية والتهنأة إلى السيدات البارزات في عصرنا الحالي واللواتي يمثلن قدوة في مجتمعاتهن لما حققنه من إنجازات كبيرة من خلال مشاركتهن في مناحي العمل المختلفة ، ونذكر منهن دون حصر : معالي الوزيرة– نوال المتوكل – وزيرة الشباب والرياضة بالمملكة المغربية، وتحية احترام لروح السيدة المناضلة بينظير بوتو – رحمها الله – رئيسة وزراء دولة الباكستان لفترتين متتاليتين – سابقاً . والشيخة حسينة واجد – رئيسة وزراء بنجلاديش حالياً، والسيدة الدكتورة/ معصومة إبتكار - أول إيرانية تتقلد منصب نائبة الرئيس الإيراني في عهد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي حتى الآن في عهد الرئيس الحالي حسن روحاني، بجانب رئاستها لمنظمة حماية البيئة الإيرانية، والسيدة/ كاترين بانزا – رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى (وهي عضو مراقب في منظمة التعاون الإسلامي)، والسيدة/ حواء ماري كول سيك – وزيرة الصحة والعمل الاجتماعي في دولة السنغال، والسيدة الدكتورة/ ميرفت التلاوي – الوكيل السابق لمنصب أمين عام الأمم المتحدة – الأمينة التنفيذية للأسكوا سابقاً ووزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية المصرية سابقاً – وحالياً عضو في الحزب المصري الديمقراطي. إن من حق كل إمرأة أن تنعم بالسلم والرفاه، ومن واجب منظمة التعاون الإسلامي أن تقف إلى جانب المرأة في كل الدول الأعضاء حتى يتحقق لها ذلك الحق. ومما لا شك فيه أن المرأة في كافة الدول الأعضاء في حاجة إلى المزيد من الدعم من حكومات الدول والمنظمات الدولية لكي تترجم حقوقها المرسومة في القرآن الكريم الى واقع عملي تسمح لها بمزاولة كافة الأنشطة والانخراط في كافة مناحي العمل التي تؤهلها للقيام بدورها في تنمية المجتمع. تتعرض المرأة لتحديات كبيره جداً، وتستحق أن تحصل على الدعم والعدالة عن طريق تطبيق السياسات الرشيدة وسن القوانين الناصفة حتى يكون لها حضورها في اتخاذ القرار. وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن ننتهز هذه الفرصة لتذكير العالم أجمع والدول الأعضاء بواجبهم في تحقيق العدالة والمساواة تجاه المرأة المسلمة وتكريمها لأن كرامة المرأة من كرامة الأمة، وعزها ورقيها هو طريق الرفاه والتطور. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بيانات أخرى

No press releases assigned to this case yet.

مؤتمر بالفيديو لبحث آثار جائحة كورونا على جامعات منظمة التعاون الإسلامي


صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يسلم الدفعة الأولى من الدول الأعضاء الأقل نموا منحة مالية عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا


العثيمين: وكالات الأنباء في دول "التعاون الإسلامي" تدحض الأخبار الزائفة في جائحة كورونا


مواصلة لجهود المنظمة في مواجهة جائحة كورونا المستجد صندوق التضامن الإسلامي يشرع في إجراءات تقديم منحة مالية عاجلة للدول الأعضاء الأقل نموا


البيان الختامي للاجتماع الطارئ الافتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي المعقود على مستوى وزراء الخارجية حول الآثار المترتبة عن جائحة مرض كورونا المستجد (كوفيد-19) والاستجابة المشتركة لها


وزراء خارجية اللجنة التنفيذية: تعزيز الإجراءات الوطنية لدول "التعاون الإسلامي" للتخفيف من وطأة تداعيات وباء كورونا المستجد


مجمع الفقه التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يصدر توصيات ندوة "فيروس كورونا المستجد وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية"


منظمة التعاون الإسلامي ترفض استهداف المسلمين من طرف بعض الأوساط في الهند في ظل ازمة جائحة كورونا


العثيمين يدعو إلى اللجوء لأحكام فقه النوازل وحفظ النفس في محاربة وباء كورونا المستجد


العثيمين يخاطب ندوة مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول الأحكام المتعلقة بانتشار جائحة كورونا


البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة بشأن جائحة كورونا


العثيمين يدعو الاجتماع الافتراضي بشأن كورونا المستجد للعمل الجماعي في مواجهة الجائحة


كتاب اليوبيل الذهبي لمنظمة التعاون الإسلامي

المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان