التاريخ: 11/12/2012
أصحاب المعالي الوزراء، حضرات المشاركين الكرام، حضرات السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إنه لشرف عظيم لي أن أشارك في المعرض والمؤتمر الدوليين حول تجارة الأغذية الحلال المنعقدين في إمارة الشارقة ذات التاريخ العريق الحافل والمعالم الثقافية الرائعة والقدرات الهائلة لمزاولة الأعمال. ولاشك أن اختيار هذه الإمارة مكاناً لمؤتمر الأغذية الحلال لَيُمَثل تأكيداً لسجل إمارة الشارقة الحافل كقلعة هامة للثقافة والحضارة العربيتين والإسلاميتين. واسمحوا لي بداية أن أعرب عن تقديري الخالص لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لرعايته الشخصية للمعرض والمؤتمر، والتي تمثل بحق شهادة على الاهتمام البالغ الذي ما فتئ سموه يوليه بالمسائل المتعلقة بتعزيز الثقافة والأعمال في العالم الإسلامي. كما أود أن أنوه بدور غرفة تجارة الشارقة وبباقي الأطراف المشاركة في تنظيم هذا الحدث للترتيبات الممتازة التي قاموا بها لتنظيم المعرض والمؤتمر، ولانخراطهم الدائم في النشاطات الاجتماعية والاقتصادية لمنظمة التعاون الإسلامي. لقد عرفت نشاطات تعزيز التجارة زيادة مطردة مع تنظيم المعارض التجارية والمتخصصة لمنظمة التعاون الإسلامي. وقد سعى المركز الإسلامي لتنمية التجارة منذ سنة 1986 إلى ضمان عقد المعارض التجارية للمنظمة كل سنتين ليبرز تنوع منتجات الدول الأعضاء وجودتها ضماناً للرعاية الدولية. وفي نفس السياق، تمكنت هذه المعارض من الجمع بين المنتجين والمستهلكين في بلدان منظمة التعاون الإسلامي على حد سواء. ويسرني أن أشير إلى أن إمارة الشارقة كانت قد استضافت المعرض التجاري الثالث عشر لمنظمة التعاون الإسلامي من 24 إلى 29 ابريل 2011 للمرة الثانية في أقل من عقد من الزمن. كما عقدت الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة الاجتماع الرابع عشر للقطاع الخاص في الشارقة في أبريل 2011. وتؤكد هذه النشاطات غير المسبوقة دور الشارقة في برامج ونشاطات منظمة التعاون الإسلامي لتشجيع التجارة. وبفضل هذه الإجراءات المتعددة، ازدادت التجارة البينية في إطار منظمة التعاون الإسلامي تدريجياً من 14% سنة 2004 إلى 17.71% سنة 2011. وبلغة الأرقام، فإن حجم التجارة البينية ارتفع من 205 مليار دولار سنة 2004 إلى 687.74 مليار دولار سنة 2011. ونتيجة لذلك، ومع دخول نظام الأفضلية التجارية لمنظمة التعاون الإسلامي وبروتوكول قواعد المنشأ حيز النفاذ، أصبح الطريق معبداً لمشاركة القطاع الخاص بصورة نشطة في زيادة المبادلات التجارية في إطار منظمة التعاون الإسلامي. أصحاب المعالي والسعادة، حضرات المشاركين، إن الطبيعة المتخصصة للمعرض التجاري الذي نفتتحه اليوم تكتسي أهمية بالغة؛ فالمعرض يرمي إلى عرض مختلف منتجات الأغذية الحلال المتوفرة في دولنا الأعضاء. ولا يمكن تشجيع التجارة البينية في إطار المنظمة إلا بتوفر كافة المعلومات والبيانات بشأن قدرات بلداننا ومواردها وإمكاناتها. ويأتي هذا المعرض التجاري ليكمل مختلف النشاطات التي انخرطت فيها المنظمة في مجال توحيد معايير الأغذية الحلال وتعميم الأغذية الحلال في إطار مخطط التجارة البينية للمنظمة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر هذا الحدث فرصة مواتية لجميع الأطراف المعنية لرسم معالم طريق موثوق لتحفيز النمو في هذا القطاع ذي الأهمية البالغة. كما أود أن أشير إلى أنه، وفي أعقاب مختلف اجتماعات خبراء منظمة التعاون الإسلامي والتي أثمرت صياغة معايير منظمة التعاون الإسلامي للأغذية الحلال، أعطى دخول النظام الأساسي لمعهد المعايير والمقاييس للبلدان الإسلامية سنة 2010 دفعة قوية لنشاطات الأغذية الحلال. ويعد المعهد منتدى فاعلاً لحشد الإمكانات بغية زيادة حجم وجودة المبادلات التجارية بين بلدان المنظمة، والتي ستسهم بدورها في جهود التخفيف من حدة الفقر واستخدام الموارد وبناء القدرات. كما اعتمد المعهد، وفقاً لولايته المتمثلة في إعداد المعايير، معايير وقواعد منظمة التعاون الإسلامي الخاصة بالأغذية الحلال وذلك سنة 2011. ويمتلك المعهد الذي يسعى لأداء مهمته السامية المتمثلة في تعزيز نشاطاته، إمكانات هائلة للمساهمة في مختلف الجهود والبرامج الجارية على مستوى المنظمة بغرض تعزيز التنافسية وإزالة العقبات التجارية وزيادة المبادلات التجارية وتحفيز النمو الاقتصادي بين الدول الأعضاء في المنظمة. وهكذا، فإن هذا المؤتمر سيحقق كذلك هدف زيادة مشاركة القطاع الخاص في مجال صناعة الأغذية الحلال ورفع حجم التجارة البينية في إطار المنظمة بصفة عامة. ويقر الجميع بأن المقاولة الحرة تبقى أكثر الآليات مصداقية في تحقيق النمو المستدام ومراكمة رؤوس الأموال التي تظل عائقاً أمام جهودنا الإنمائية. وفضلاً عن أن القطاع الخاص يخلق وعياً لدى حكومات بلدان المنظمة بشأن تيسير تجارة، فإن الجميع يقر بدوره في مجال الأعمال. حضرات المشاركين الكرام، حضرات السيدات والسادة، اسمحوا لي في نهاية مداخلتي أن أتمنى لهذا المؤتمر نجاحاً باهراً، وإنني متيقن بأن هذا المؤتمر، وإلى جانبه سلسلة النشاطات الموازية، من شأنه أن يحدث التآزر اللازم لتحقيق رغبتنا الجماعية في الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي بين دول المنظمة من أجل تنمية اجتماعية واقتصادية سريعة لدولنا الأعضاء. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.