التاريخ: 24/10/2012
توجه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، بأحر التهاني والتبريكات للأمة الإسلامية جمعاء بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وفي ما يلي نص التهنئة: "بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لعام 1433هـ، يُسعِدني أن أتوجه إلى أبناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بخالص التهنئة والمباركة بهذه المناسبة الدينية العظيمة. تأتي مناسبة العيد، ونحن تغمرنا أجواء مفعمة بالروحانيات ونفحات الرحمة الإلهية وما يرافق ذلك من اجتماع ملايين المسلمين على صعيد عرفات الطاهر في مشهد ديني مهيب، لنستذكر نحن المسلمين ضرورة الوحدة والتضامن والتناصر، بعيداً عن كل أشكال الشقاق والتنابذ والخلاف. لقد استشعر قادة المسلمين مخاطر التفرق والتشرذم المحدقة بالأمة فلبوا دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لعقد الدورة الاستثنائية الرابعة للقمة الإسلامية في مكة المكرمة أواخر شهر رمضان الماضي، فحملت القمة شعار التضامن الإسلامي تعبيراً عن الإحساس بما تحتاج إليه الأمة حالياً من رصّ الصفوف والتلاحم درءاً للفتنة المذهبية التي بدأت تطلّ برأسها منذرة بأوخم العواقب. وأدرك القادة حجم خطر التطاحن والتناحر بين أبناء الأمة، فرحبوا بمقترح خادم الحرمين الشريفين الخاص بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول إلى كلمة سواء بما يعزز أواصر التضامن بين الدول والشعوب الإسلامية ويؤكد وحدة الصفوف ويقوي اللحمة بين المسلمين، وما يؤمل أن يكون لذلك من أثر في نبذ النـزاعات الطائفية وإخماد الفتن واستتباب الأمن. وبتراصّ الصفوف، يتمكن المسلمون من مواجهة ما يُحاك ضدهم وتتوفر أسباب العزة والمنعة والكرامة لهم، لنصرة إخوانهم في سبيل استعادة حقوقهم السليبة، والدفاع عن مقدساتهم، وفي مقدمتها مدينة القدس الشريف والقضية الفلسطينية التي تُعتبَر القضية المركزية في سلم اهتمامات المنظمة، وذلك في ضوء ما تتعرض له من تهويد وتغيير لمعالمها الثقافية والتاريخية وتركيبتها السكانية. ونحن في هذا الصدد ندعم بكل قوة المسعى الفلسطيني الرامي إلى حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وقد بذلنا، ولا نزال نبذل، جهوداً مكثفة لإنجاح هذا التوجّه. ونحن نسجل بكثير من الارتياح ما تحقق للمسلمين في جنوب الفلبين من مكاسب من خلال توقيع الاتفاق الإطاري الأخير بين حكومة الفلبين والجبهة الإسلامية لتحرير مورو. ونحن في المنظمة نعمل جاهدين على توحيد صفوف المسلمين في هذا البلد، مؤمّلين أن يشكل إبرام هذا الاتفاق إيذاناً بانطلاق مسار التنمية في إقليم مندناو. ويحدونا الأمل كذلك في أن تشهد معاناة أبناء شعب الروهينغا في ميانمار انفراجاً قريباً. ولا يمكننا أن ننسى المعاناة الإنسانية في سوريا، حيث أصبح غياب الأمن واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان والقتل والتشريد مشهداً يومياً، وندعو الله سبحانه أن يشكل مقدم هذا العيد بارقة أمل للسوريين نحو انتهاء هذه الأزمة. واستشعاراً منا بحرمة هذه المناسبة الجليلة، فإنا في منظمة التعاون الإسلامي نطالب بوقف الاقتتال في هذا البلد خلال أيام العيد المبارك. وأنتهز هذه المناسبة لأتقدم بالشكر إلى المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً لما تقوم به من جهود في خدمة ضيوف الرحمن وما توفره من وسائل وسبل الراحة للحجيج والمعتمرين. أدعو الله عز وجل أن يُعِيد أمثال هذا العيد، وقد استعادت الأمة الإسلامية موقعها المتميز بين أمم العالم، وتحقق لها ما تصبو إليه من تقدم ورفعة وازدهار.