التاريخ: 21/05/2012
يسعد منظمة التعاون الإسلامي أن تنضم إلى المجتمع الدولي في إحياء اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية الذي يصادف يوم 21 مايو، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 57/249. إن هذا اليوم يعد فرصة للناس، على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم وانتمائهم الثقافي، للاحتفاء بالتنوع بوصفه أداة للتعايش السلمي بروح ملؤها التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل. هذه المناسبة تذكرنا أيضاً بأن المجتمع العالمي في زمننا هذا الذي قصرت فيه المسافات بين المجتمعات بفضل التقدم التكنولوجي لا يزال، مع ذلك، عرضة للكراهية والتعصب اللذين تتبعهما مجموعات متطرفة في المجتمع. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تنامي آفة الإسلاموفوبيا يعد أحد التحديات الكبرى التي تهدد السلم في زمننا هذا. وإن ما يثير قلق العالم الإسلامي، بل المجتمع الدولي برمته، هو الحملة الرامية إلى تشويه صورة الإسلام واستهداف المسلمين في شتى أنحاء العالم وتعرضهم لأعمال تنم عن كراهية الأجانب والتمييز العنصري والتنميط السلبي والوصم. لأجل ذلك، ينبغي أن يكون هذا اليوم مناسبة نغتنمها جميعاً لكي نجدد العزم على المضي قدماً في مجابهة قوى التعصب والكراهية من أجل التنوع، بما في ذلك تنوع الديانات والعقائد، ونقوي من إصرارنا على بلورة ثقافة السلم واحترام العيش في إطار التنوع. وإن منظمة التعاون الإسلامي ما فتئت تنهج سياسة تتيح لها الاضطلاع بدور بـنّـاء واستباقي في تشجيع احترام التنوع الثقافي. ولقد كانت المنظمة رائدة لمفهوم حوار الحضارات في الأمم المتحدة، واتخذت مبادرات كثيرة ترمي إلى تعزيز التسامح بين الديانات والثقافات في علاقاتها مع مختلف الجهات المعنية، ومنها الحكومات والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني. وإن الحدث التاريخي المتمثل في اعتماد القرار 16/18 بالإجماع في الدورة السادسة عشرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإطلاق مسار اسطنبول في يوليو من العام المنصرم بمبادرة مشتركة بين منظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة بلدان غربية وبلدان من منظمة التعاون الإسلامي ومنظمات دولية، كان خطوة كبرى نحو الأمام أكدت الأهمية القصوى لإقامة وتعزيز احترام التنوع الثقافي. وإنني لأعتقد جازماً بأن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية لعام 2012 سيُخَـلَّد على نحو لائق يساعد على ترسيخ التسامح والتنوع الثقافي بوصفه عنصراً لا غنى للوجود البشري عنه.