التاريخ: 10/12/2011
إن إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان يوم 10 ديسمبر من كل عام يشكل فرصة لنا لاستحضار الأهمية التي تكتسيها حقوق الإنسان وكرامته والتي نمت وتطورت مع مسيرة الحضارة. لقد حققت عملية تعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيد العالمي، مع ضمان احترام التنوع الديني والثقافي، تقدماً لا يستهان به. فعلى صعيد منظمة التعاون الإسلامي، شكل إنشاء الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، كجهاز قانوني بمقتضى الميثاق الجديد للمنظمة، حدثاً بارزاً في تاريخ المنظمة التي مر على إنشائها ما يربو على أربعين سنة، وهو أمر يعكس مدى الأهمية البالغة التي توليها الدول الأعضاء لحقوق الإنسان ومدى التزامها بها. فالإسلام قد خص بحق هذه الحقوق بمكانة رفيعة، وذلك من خلال الأهمية البالغة التي أولاها "لحقوق العباد"، وهو يدعو إلى المساواة التامة بين الناس، بصرف النظر عن العرق واللغة والأثنية والأصل والمكانة الاجتماعية أو غيرها، وهي مسارات تقترن، وجوب،ا مع ضرورة صون كرامة الإنسان، وهو مفهوم يتجاوز إلى حد كبير مجرد مفهوم حقوق الإنسان، ومن ثم، فإن إنشاء الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان سيحدث نقلة نوعية داخل بلدان المنظمة، وعلى نحو تتناغم فيه الحقوق الإنسانية والحريات العالمية مع قيم الإسلام لتشكل نظاماً متماسكاً وقويا يهدف إلى تيسير التمتع الكامل لجميع الحقوق الإنسانية في الدول الأعضاء. إننا، ونحن نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان لهذا العام، لا بد لنا أن نؤكد مجدداً عزمنا وتصميمنا على استيعاب التنوع والقضاء على التمييز، وبالإمكان تحقيق ذلك من خلال إحياء روح الحوار والتعاون والاحترام المتبادل عن طريق بذل الجهود المشتركة وتعزيز روح الوئام بين مختلف الثقافات والمجتمعات، وبالتالي فإن مبادرة منظمة التعاون الإسلامي، التي تقضي بإدخال منهج بديل والتي أسفرت عن اعتماد توافقي للقرار رقم 16/18 خلال مجلس حقوق الإنسان تشير صراحة على أنه يوسع المجتمع أن يعتمد على منظمة التعاون الإسلامي باعتبارها شريكا موثوقا به لتحقيق هذا المسعى.