التاريخ: 25/11/2011
إن ممارسة العنف ضد المرأة والفتاة موضع قلق مشترك للمجتمع الدولي، ولا تزال الجهود الجماعية المبذولة لهذا الغرض عاجزة عن القضاء على هذه الآفة في مجتمعاتنا. وإذا كانت هذه القضية لا تزال في الواقع متواجدة على نطاق واسع، فإن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة يعد فرصة للتعبير مجدداً عن عزمنا على ترجمة التزاماتنا إلى أعمال. إن منظمة التعاون الإسلامي عازمة على محاربة جميع أشكال العنف ضد المرأة. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، فإن بذل المزيد من الجهود الجادة لتمكين المرأة والارتقاء بها في جميع مجالات الحياة يكتسي أهمية حيوية. لا شك أن المرأة تضطلع بدور هام في تنمية المجتمعات الإنسانية ويجب تقدير ذلك من خلال جملة أمور منها الخاصة بالمرأة وحمايتها من جميع أنواع العنف بما في ذلك العنف المنزلي الذي لا يُعَدُّ انتهاكاً لحقوق الإنسان فحسب، بل يلحق كذلك دماراً بالأسرة التي هي نواة مجتمعاتنا. وحتى نمنح المرأة مزيدا من الرفاهية والتقدم، فإن تخفيف وطأة العنف ضدها يجب أن يظل على رأس أولوياتنا. وفي سياق القرن الحادي والعشرين الذي بلغ فيه الإنسان شأنا عظيما في صون حقوق الإنسان وحقق الكثير من الإنجازات في جميع المجالات، فإنه من غير المقبول أن نرى المرأة وهي تعاني من هذه الظروف الكئيبة في كثير من مناطق العالم، بما في ذلك بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ومن المؤسف أيضا أن تظل المرأة في جميع المجتمعات، بما في ذلك أكثر المجتمعات تقدماً، عرضة للضرب والتعذيب والاغتصاب، علما أن معظم هذه الجرائم لا يبلغ عنها. وبالرغم من جسامة التحديات، فإنه قد حدث بعض التطورات المشجعة في مجال تحسين وضع المرأة وتمكينها، بما في ذلك تخفيف وطأة العنف بجميع أشكاله ومظاهره. في إطار برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون الإسلامي الذي اعتمد من قبل القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة، وخطة عمل المنظمة الخاصة بالنهوض بالمرأة، واصلت منظمة التعاون الإسلامي بذل جهودها واضعة على رأس أولوياتها التصدي للتحديات التي تهدد تقدم المرأة والنهوض بوضعها في مجتمعاتنا.