التاريخ: 13/10/2011
أصبح التعامل مع الكوارث الطبيعية الشغل الشاغل للعالم الذي عانى من العديد من الكوارث الطبيعية الكبرى في الآونة الأخيرة، وذلك مع ارتفاع عدد الفيضانات المدمرة والأعاصير وحالات الجفاف والمجاعة والزلازل. ونظراً للموارد البسيطة المتوفرة لدينا للتعامل مع هذه الكوارث، وهي موارد تكاد تستنفد مع تكرار مثل هذه الكوارث، فإن الواجب يدعونا كمجتمع دولي أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز قدراتنا على الحد من مخاطر الكوارث. وفي الواقع، فإن منظمة التعاون الإسلامي هي إحدى المنظمات الدولية المعنية أكثر من غيرها بالكوارث الطبيعية، حيث غدت للأسف معظم دولها الأعضاء معرضة لهذه الكوارث. علماً بأن الأمر يزداد خطورة إذا ما نظرنا إلى الكوارث التي يسببها الإنسان، مثل الحروب والاقتتال والتدهور البيئي والاستخدامات الخطرة للتكنولوجيا، كل ذلك في غياب عناصر التأهب وأجهزة الإنذار المبكر. إلا أننا نلاحظ، لحسن الحظ، أن منظمة التعاون الإسلامي ودولها الأعضاء قد اتخذت خطوات عملية تصب في اتجاه شعار هذه السنة، وهو: "خطوات للحد من مخاطر الكوارث". وقد أثبتت منظمة التعاون الإسلامي فعلاً كفاءة عالية في التعامل مع الكوارث في العديد من المناطق مؤخراً، ولا سيما بالنسبة للوضع الصعب الذي يواجهه الصومال، مما مكنها من قدرات إضافية ملموسة في هذا المجال، علماً بأنها تعمل حالياً على استكمال "آلية التعامل السريع"، في حين تولت بعض الدول الأعضاء مثل بنغلاديش وضع آليات للتعامل مع الكوارث الطبيعية، نالت إعجاباً دولياً، ولترفع من مستوى فاعلية الجاهزية لمجابهة مثل هذه الكوارث فقد تنامى عدد الاستثمارات في الآليات الخاصة بالإنذار المبكر، وقد بدأ ذلك يؤتي ثماره فعلاً. إن الأطفال والشباب يمثلون مستقبل كل أمة، ولكنهم في الوقت نفسه يمثلون الفئة الأكثر عرضة للكوارث، سواء ما كان منها طبيعياً أو بشرياً. ولذا فإن الأمل أن يأخذوا بزمام المبادرة في الاستعداد لمجابهة هذه الكوارث بفاعلية والحد من آثارها إلى أدنى مستوى ممكن. ومن هذا المنظور، فإن منظمة التعاون الإسلامي تنضم بكل حماس إلى شعار هذه السنة لليوم الدولي للحد من الكوارث، ألا وهو: "إشراك الأطفال والشباب في الحد من مخاطر الكوارث". إن الواجب يدعونا كشركاء إلى أن نجعل العالم أكثر أماناً لصالح أجيال المستقبل، ولعل أهم خطوة في ذلك الاتجاه هي أن نوحد جهودنا في الحد من مخاطر الكوارث. فلنعمل سوياً على تحقيق ذلك.