التاريخ: 23/09/2011
تحل الذكرى الحادية والثمانون لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وهي تعيش عهدها الزاهر تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، وتواصل سعيها الحثيث لتسنم مدارج التقدم والعز في ظل ما تشهده من نهضة شاملة على مختلِف الصُعُد.
وبهذه المناسبة السعيدة، يشرفني أن أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين أسمى آيات التهاني و التبريك، داعياً المولى العلي القدير أن يسبغ عليه ثوب الصحة والعافية الدائمتين لكي يواصل المسيرة المباركة على درب الخير والنماء.
ونحن نحتفل بهذه المناسبة نستحضر بكل إجلال تلك الجهود الجبارة التي بذلها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ في سبيل توحيد المملكة والعمل على توحيد كلمة المسلمين وخدمة قضاياهم العادلة. و قد آتت تلك الجهود أكلها حتى غدا دعم التضامن الإسلامي سياسة سعودية ثابتة، وها هو خادم الحرمين الشريفين يعمل اليوم بكل عزيمة وإيمان للنهوض بالدولة السعودية، وخدمة الأمة الإسلامية، وتعزيز الأخوة والتضامن بين المسلمين.
لقد كان الملك المؤسس أول حاكم مسلم يدعو إلى التضامن الإسلامي، من خلال دعوته إلى أول مؤتمر إسلامي عام في تاريخ الإسلام الحديث، وذلك في عام 1345هـ بحضور وفود من الدول الإسلامية. وبفضل السياسة الحكيمة و المبادرات الرائدة، بات العمل على وحدة صف المسلمين والتضامن فيما بينهم والتعاون والتكافل، إحدى السمات المميزة لثوابت السياسة السعودية.
وفي غمرة احتفال الشعب السعودي بالذكرى الحادية والثمانين لليوم الوطني، ومن موقعي كأمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي، أود أن أشيد بالمكانة المتميزة التي أضحت المملكة تتمتع بها على المستويين الإقليمي والدولي بفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وبعد نظره واستشرافه للمستقبل.
ويوماً بعد يوم يزداد العالم الإسلامي قناعة بضخامة الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وبذل كل ما في وسعها لتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. ولا شك في أن المشروع العملاق الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في رمضان الماضي، والخاص بالتوسعة التاريخية للمسجد الحرام، يندرج في إطار اهتمام قادة المملكة ببناء وتوسعة الحرمين الشريفين، وهو تتويج تاريخي لهذا المسار والمسلك المتواصل من فائق العناية وعظيم الرعاية لهذا الأمر.
وقد بذلت المملكة العربية السعودية كعادتها في هذا العام الغالي والنفيس من أجل مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية والمجاعات في بعض دول العالم الإسلامي حيث كانت المملكة في طليعة الدول الإسلامية التي أسرعت لمساعدة شعب الصومال الشقيق من محنة الجفاف و القحط التي أصابت هذا البلد المسلم مؤخرا.
ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أتقدم إلى خادم الحرمين الشريفين بخالص الشكر وأصدق عبارات العرفان على الرعاية الكريمة التي تلقاها منظمة التعاون الإسلامي منه حفظه الله، ومن ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، ومن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، ومن الحكومة السعودية الرشيدة، مما كان له الأثر الملموس والفعال في مختلف إنجازات المنظمة ونشاطاتها.