التأكيد على التعليم والربط الشبكي وحقوق الإنسان في ندوة منظمة المؤتمر الإسلامي حول الأقليات المسلمة المعقودة في وارسو
التاريخ: 11/12/2010

أوصت الندوة، التي عقدتها منظمة المؤتمر الإسلامي لمدة ثلاثة أيام حول الأقليات والمجتمعات المسلمة في وسط وشرق أوربا، باتخاذ خطوات ووضع آليات لتحسين نظام التعليم الإسلامي وعملية الربط الشبكي وأوضاع حقوق الإنسان لهذه المجتمعات المسلمة.
وقد افتتح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، "الندوة الثانية حول الأقليات والمجتمعات المسلمة في وسط وشرق أوربا: الواقع والآفاق" في وارسو، بولندا يوم 8 ديسمبر 2010. وذكر الأمين العام في كلمته الافتتاحية أن الأقليات المسلمة يجوز لها المناداة بحماية حقوقها الدينية والثقافية والمدنية والسياسية والاقتصادية، ولكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار احترام السيادة والقانون في البلدان التي يقيمون فيها.
وتحدث في حفل الافتتاح كل من وكيل وزارة الخارجية، هنريك ليتوين، نيابة عن وزير الخارجية البولندي، ومفتي بولندا توماس أحمد ميسكيويكس، ومدير دائرة الطوائف والأقليات القومية والإثنية جوزيف رازانسكي نيابة عن وزير الداخلية، وممثل مجلس الكاثوليكيين والمسلمين في بولندا الدكتور آدم واس، ورئيس السلك الدبلوماسي للبلدان الإسلامية سفير الجزائر عبد القادر خمري، ومدير إدارة الأقليات والمجتمعات المسلمة بمنظمة المؤتمر الإسلامي طلال داعوس. وتُليت كذلك رسالة من رئيس بولندا حيا فيها منظمي الندوة والمشاركين فيها. وحضر الندوة كبار المسؤولين في الحكومة البولندية وسفراء الدول الأعضاء وغير الأعضاء في وارسو. وشارك في الندوة، التي عُقدت تحت رعاية الوزير البولندي للشؤون الخارجية، رادوسلو سيكورسكي، وبالتنسيق مع الاتحاد الديني الإسلامي في بولندا ممثلو 23 من البلدان.
وقال الأمين العام في كلمته إن المنظمة قد اهتمت بقضايا الأقليات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، وأنشأت إدارة خاصة بها داخل المنظمة في عام 1978 لمعالجة قضاياهم. وأضاف أن المنظمة قدمت عن طريق الدول الأعضاء والهيئات المتخصصة مساعدات متعددة الأوجه في مجالات كثيرة، وعلى وجه الخصوص في مجال التعليم، إلى المجتمعات المسلمة في البلدان غير الإسلامية. بيد أنه ذكر أنه من الضروري زيادة الاستثمار في التعليم الحديث والمدارس الإسلامية والتعليم الديني بهدف تنشئة المسلم المؤهل القادر على أداء دور ملموس وبنّاء في المجتمع.
وقال إحسان أوغلى: "على الذين يخاطبون المسلمين وغير المسلمين من المساجد أن يكونوا قدوة في المعرفة والاعتدال والتسامح والحكمة". وأكد مجددا موقف المنظمة الرئيسي المتمثل في الوسطية والتحديث في الوقت الذي تنبذ فيه جميع أشكال التطرف والعنف. وشدد كذلك على أن الإسلام أصيلا في أوربا وليس غريبا فيها.
وعقد الأمين العام، في أثناء زيارته إلى وارسو، اجتماعا مع مدير مستشارية الرئيس البولندي، جاسيك ميشالويسكي، في القصر الرئاسي. وأعرب الأمين العام عن حرص المنظمة على توسيع نطاق أنشطتها، وإجراء الاتصالات الثنائية والمتعددة الأطراف مع البلدان والمنظمات الدولية، والاتصال بالبلدان التي توجد بها مجتمعات مسلمة.
وقال مدير مستشارية الرئيس البولندي، من جانبه، إنه من الأهمية بمكان بالنسبة إلى بولندا، بوصفها "ديمقراطية جديدة"، أن تكون لها علاقات جيدة مع الثقافات الأخرى في العالم بما في ذلك الشعوب المسلمة. وأكد الحاجة إلى يعرف كل واحد المزيد عن ثقافة الآخر. واقترح ميشالويسكي إنشاء برامج مشتركة بين المنظمة وبولندا في مجالات التنمية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد في بلدان العالم الثالث. ورحب الأمين العام بالفكرة واقترح إجراء المزيد من الاتصالات بين المنظمة وبولندا.
والتقى الأمين العام كذلك وزير الداخلية البولندي، جيرزي ميلر، الذي شدد على أن الدولة تعامل أتباع جميع الأديان على قدم المساواة، وأن القانون يحمي حقوق الأقليات الدينية.
وتناولت الندوة الفرص والتحديات التي تواجه المجتمعات والأقليات المسلمة في شرق ووسط أوربا، ودور المجتمعات والأقليات المسلمة في محاربة الإسلاموفوبيا، ودورهم كذلك في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ودور المؤسسات التعليمية في الحفاظ على الهوية الإسلامية في شرق ووسط أوربا، ودور المنظمات والمراكز الإسلامية في تعزيز الروابط بين المجتمعات والأقليات المسلمة في وسط وشرق أوربا من جانب والعالم الإسلامي من جانب آخر.
وبعد العروض الذاخرة بالمعلومات والمناقشات المستفيضة، اعتمدت الندوة البيان الختامي الذي شدد على الحاجة إلى أن تعزز المجتمعات المسلمة في وسط وشرق أوربا التعاون والربط الشبكي فيما بينها ومع العالم الإسلامي ومع منظمة المؤتمر الإسلامي ومع المنظمات في أوربا. وشدد البيان كذلك على أهمية تحسين التعليم الإسلامي في سياق نظام التعليم المحلي وبإنشاء أوقاف تدعم مشاريع المسلمين في أوربا. وأكد البيان كذلك بشدة على ضرورة التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان والتعديات التي تقع ضد المسلمين في بعض بلدان أوربا الشرقية.
بيانات أخرى
No press releases assigned to this case yet.