منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي

كلمة معالي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلىالأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في افتتاح الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة

التاريخ: 30/11/2010

طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية 28 – 30 نوفمبر 2010م بسم الله الرحمن الرحيم معالي السيد اسفنديار رحيم مشاعي، كبير مستشاري رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معالي الدكتور حامد بقائي، نائب رئيس الجمهورية، ورئيس المنظمة الإيرانية للتراث الثقافي والصناعة التقليدية والسياحة، أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود، ممثلي الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، حضرات السيدات والسادة، إنه لشرف عظيم لي أن أخاطب هذه الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تعقد في مدينة طهران العريقة والرائعة، عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. اسمحوا لي، في البدء، أن أعرب عن خالص عرفاني لفخامة الرئيس محمود أحمدي نجاد، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولحكومته الموقرة على هذه المبادرة الكريمة المتمثلة في استضافة هذا المؤتمر في هذه اللحظة البالغة الأهمية التي تحظى فيها مسألة النهوض بالسياحة بالأولوية في أجندة منظمة المؤتمر الإسلامي. وأود، بهذه المناسبة، أن أعرب عن تقديري لحكومة الجمهورية العربية السورية في شخص معالي الدكتور سعد الله أغا القلعة، وزير السياحة بالجمهورية العربية السورية، بصفته رئيساً للدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة، للدعم الموصول لما تقوم به منظمة المؤتمر الإسلامي من أعمال في مجال السياحة وللمتابعة الناجحة للقرارات الصادرة عن مؤتمر وزراء السياحة. إن لهذه الدورة أهمية بالغة، إذ يتوقع منها تعزيز ما تحقق من مكاسب في الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة. فقد اعتمدت الدورة الوزارية الأخيرة قرارات ذات أثر كبير، منها إطار التنمية والتعاون في مجال السياحة بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي (2008-2018). وقد بدأ تنفيذ خطة العمل هذه منذئذ بعقد اجتماعين تنسيقيين في مارس 2009 ومارس 2010. كما أفضت الدورة السابقة إلى اعتماد خطة عمل البرنامج لتنفيذ الوثيقة الإطارية على المدى القصير. ولقد تحقق تقدم ملموس في تنفيذ برنامج تنمية السياحة المستدامة من خلال شبكة من المنتزهات والمحميات العابرة للحدود في غرب أفريقيا بدعم تمويلي من منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. ويجري حالياً الترتيب لتمويل مرحلة ما بعد دراسة الجدوى بعقد مؤتمر للمانحين قريباً تحت الرعاية السامية لرئيس منظمة المؤتمر الإسلامي، فخامة الأستاذ عبد الله واد، رئيس جمهورية السنغال. سيدي الرئيس، حضرات الوزراء الكرام، حضرات المندوبين الموقرين، لقد برزت السياحة باعتبارها إحدى أهم آليات التخفيف من وطأة الفقر في بلدان المنظمة. وهذا الفهم ينسجم مع أهداف برنامج العمل العشري الذي يجري تنفيذه منذ عام 2005 إثر اعتماده في الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عقدت في مكة المكرمة. ويعد تطوير السياحة مبادرة محمودة تسعى إلى التركيز على إدماج السكان الذين كانوا يعانون من التهميش في النشاط الإنتاجي بموازاة مع تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. والأهم من ذلك أن هذه المبادرة ترمي إلى إدماج الفئات المهمشة من السكان في نسيج التنمية الاقتصادية. ومن الأدوات الموثوقة الأخرى لتقليص الفقر توسيع التجارة البينية الإسلامية وتعزيز التنمية الزراعية والريفية وتحقيق الأمن الغذائي. وتساعد التنمية السياحية بشكل كبير في عملية توليد الثروة وفرص العمل اعتباراً لدعمها لأعمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تمثل غالبية الشركات في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي. لذلك، فإن تنمية السياحة ترمي إلى تطوير الصناعات التقليدية كالحرف وتعزيز التعاون الثقافي فيما بين مواطني الدول الأعضاء، والترويج للإرث الثقافي الإسلامي، وغير ذلك. ويستدل من خلال البيانات الإحصائية أن عدد السياح الدوليين الوافدين إلى بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي قد بلغ عام 2009 ما مجموعه 130.5 مليون سائح مقارنة بمجموع عدد السياح الدوليين الذي بلغ 880 مليون سائح في العام نفسه. أما مجموع ما حققته بلدان المنظمة من إيرادات من السياحة فبلغ 102.8 مليار دولار أمريكي، قياساً بمجموع إيرادات السياحة في العالم البالغ 852 مليار دولار أمريكي عام 2009. بيد أنني أشعر بالسعادة وأنا ألاحظ أن الدول الأعضاء في المنظمة قد حققت زيادة مطردة في عدد السياح الدوليين الذين كان عددهم 118.5 مليون سائح في عام 2005. وبالمثل، فقد زاد عدد السياح فيما بين بلدان المنظمة من 39.4 مليون سائح في عام 2005 إلى 42.1 مليون سائح في عام 2006 و 50.2 مليون سائح في عام 2007. ويرى البعض، عن حق، أنه إذا أرادت دول منظمة المؤتمر الإسلامي أن تحسن من مستوى عيش شعوبها فإن نصيبها من إيرادات السياحة العالمية ينبغي أن يكون متناسباً مع وزنها السكاني من حيث كونها تمثل ربع مجموع سكان العالم. وفي هذا الصدد، ثمة حاجة إلى تسريع وتيرة تطوير البنية التحتية للقطاع السياحي وبذل جهود جدية لزيادة المبادلات السياحية بين بلدان المنظمة لتتجاوز نسبة 10.9% الحالية من السياحة العالمية. سيدي الرئيس، حضرات الوزراء الكرام، حضرات المندوبين الموقرين، وإنه لمن دواعي سروري أنه منذ اعتماد الهدف المتمثل في الارتقاء بالتجارة الإسلامية البينية إلى مستوى 20% في عام 2015 في وثيقة برنامج العمل العشري، نجم عن مختلف استراتيجيات تعزيز التجارة وتيسير المبادلات التجارية وتمويل التجارة زيادة في حجم التجارة البينية الإسلامية من 14.5% عام 2004 إلى نسبة 16.6% عام 2009. وذلك رغم التراجع الطفيف الذي نجم عن الأزمة المالية العالمية التي بلغت أوجها عام 2008. لذلك، سيكون على هذا المؤتمر أن يعالج الإطار القائم لتعزيز التعاون بين بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي في مجال الخدمات السياحية حتى تسهم السياحة البينية الإسلامية في بلوغ الهدف المرسوم للتجارة البينية الإسلامية في كل من تجارة السلع والتجارة غير المرئية في الخدمات السياحية. وفضلا عن المشروع القائم الخاص بتنمية السياحة من خلال منتزهات عابرة للحدود في بعض بلدان المنظمة من منطقة غرب أفريقيا، ينبغي أن تنصب الجهود على تطوير مشاريع بناء القدرات بمساعدة تلك الدول الأعضاء التي تعد كبرى الوجهات السياحية. ومن الملفت للانتباه أن حوالي 81% من إجمالي سوق السياحة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي ينحصر في عشر بلدان أعضاء منها تركيا وماليزيا والمملكة العربية السعودية ومصر والمغرب وتونس وإندونيسيا والكويت والأردن وكازاخستان. ويمكن تحسين قدرات بلدان أخرى من خلال تطوير خدمات سياحية تقليدية وكذا من خلال إحداث مبادرات جديدة في مجال التنمية السياحية. وأود في هذا الصدد أن أشيد بمبادرة الحكومة الإيرانية الخاصة بتنظيم المؤتمر الأول للسياحة الصحية في مشهد بإيران في الفترة من 2 إلى 4 نوفمبر 2010. ذلك أن هذه المبادرة تتيح إمكانات هائلة فيما يخص تحفيز الزوار من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على إيلاء العناية للرعاية الصحية وفي الوقت ذاته الترويج للسياحة. كما ستحسن هذه المبادرة دور القطاع الخاص في توسيع نطاق عملية تنفيذ خطة عمل منظمة المؤتمر الإسلامي في مجال السياحة والدفع بها قدماً. وفي المجال الثقافي، ينبغي بالضرورة أن ينصب تركيزنا على القدرات الهائلة التي تتيحها السياحة الثقافية في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي بما يضمن تشجيع المواطنين في الدول الأعضاء على التعرف على ثراء الإرث الثقافي الإسلامي وتعزيز الأخوة والوحدة بين جماعات وفئات متنوعة من سكان بلدان المنظمة. وفي هذا الصدد، اسمحوا لي أن أشيد بالعمل الضخم الذي أنحزه مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) الذي يعرف بمركز اسطنبول. فالأنشطة من قبيل قاعدة بيانات التراث المعماري الإسلامي ومسابقة الخط الإسلامي يمكن أن يكون لها أثر بالغ في الدفع بالتفاعل الاجتماعي والثقافي بين شعوب بلدان المنظمة وفي الوقت ذاته تعزيز السياحة والتنمية الاقتصادية. وفي سياق تعزيز نشاطاتنا لزيادة التعاون في مجال السياحة، فإن تركيز المنظمة على الشراكة المتعددة الأطراف في تنفيذ برامجها ومشاريعها المتعددة أمر ذو أهمية. فهنالك مشاكل متنوعة تواجه السياحة وتطوير قطاع سياحي دولي مستدام في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي، لأن لكل بلد منها ما يميزه عن غيره في مجال السياحة، ومستوى معيناً من التنمية وأولويات وسياسات خاصة به في مجال التنمية الوطنية. عموماً، يقتضي هذا الأمر تنفيذ استراتيجيات منسجمة على المدى الطويل وكذا خطط وبرامج وطنية على المستويين المتوسط والقصير تصاحبها عملية إحداث بيئة تعاونية دائمة في منظمة المؤتمر الإسلامي على المستوى الإقليمي. وفي السياق ذاته، من شأن الشراكة الدولية والتعاون الوثيق مع البنوك والمؤسسات الإنمائية الدولية أن تعين على تجاوز سلسلة من العقبات التي تعترض التمويل وتعيق الجهود الرامية إلى توطيد النهج المستند إلى المشاريع في تنمية السياحة. اسمحوا لي أيضاً، في هذا السياق، أن أشدد على الأعمال الجارية لحشد دعم هيئات التمويل الوطنية في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي. فمن الممكن توعية مختلف الصناديق الوطنية بأهمية إيلاء الأولوية للمشاريع التي تستطيع أن تعزز النمو في القطاع الفعلي في اقتصادات بلداننا. وفي سياق النهج المتعدد الأطراف لتنفيذ الوثيقة الإطارية الخاصة بالسياحة، يسعدني أن أشير إلى التعاون المتزايد فيما بين مختلف المؤسسات التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مثل البنك الإسلامي للتنمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافة ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، والمركز الإسلامي لتنمية التجارة، ومركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للبلدان الإسلامية والجامعة الإسلامية للتكنولوجيا، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة. كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لألتمس دعمكم وتعاونكم خلال مؤتمر المانحين الذي سينظم في دكار في الفترة من 27 إلى 29 مايو 2011 بقصد تعبئة الموارد المالية لتنفيذ مشروع الحدائق والمنتزهات في غرب إفريقيا. وإن نجاح هذا المشروع الإقليمي الهام يتوقف على الدعم الفعال لجميع دول منظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات المالية وهيئات المعونة الإنمائية الثنائية والمتعددة الأطراف والشركات ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات المعنية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. سيدي الرئيس، حضرات الوزراء الكرام، حضرات المندوبين الموقرين، لقد بحث كبار مسؤولينا ومؤسساتنا، على مدى اليومين الماضيين، السبل والوسائل الكفيلة بتقوية وتعزيز التنمية السياحية في دولنا الأعضاء وتيسير التعاون بين بلداننا في هذا المجال. وإنني لعلى يقين بأن التوصيات القيمة التي اقترحوها ستحظى منكم بالعناية والموافقة، ما سيعزز مسيرتنا المشتركة على درب تنفيذ مختلف جوانب إطار العمل الخاص بتنمية السياحة بما يخدم مصلحة شعوبنا. وقبل أن أختتم هذه الكلمة، أود أن أؤكد لكم مرة أخرى أن منظمة المؤتمر الإسلامي لن تألو جهداً في المساهمة بنصيبها في تنفيذ التوصيات الصادرة عن مداولاتكم في الوقت المناسب. شكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بيانات أخرى

No press releases assigned to this case yet.

مؤتمر بالفيديو لبحث آثار جائحة كورونا على جامعات منظمة التعاون الإسلامي


صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يسلم الدفعة الأولى من الدول الأعضاء الأقل نموا منحة مالية عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا


العثيمين: وكالات الأنباء في دول "التعاون الإسلامي" تدحض الأخبار الزائفة في جائحة كورونا


مواصلة لجهود المنظمة في مواجهة جائحة كورونا المستجد صندوق التضامن الإسلامي يشرع في إجراءات تقديم منحة مالية عاجلة للدول الأعضاء الأقل نموا


البيان الختامي للاجتماع الطارئ الافتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي المعقود على مستوى وزراء الخارجية حول الآثار المترتبة عن جائحة مرض كورونا المستجد (كوفيد-19) والاستجابة المشتركة لها


وزراء خارجية اللجنة التنفيذية: تعزيز الإجراءات الوطنية لدول "التعاون الإسلامي" للتخفيف من وطأة تداعيات وباء كورونا المستجد


مجمع الفقه التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يصدر توصيات ندوة "فيروس كورونا المستجد وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية"


منظمة التعاون الإسلامي ترفض استهداف المسلمين من طرف بعض الأوساط في الهند في ظل ازمة جائحة كورونا


العثيمين يدعو إلى اللجوء لأحكام فقه النوازل وحفظ النفس في محاربة وباء كورونا المستجد


العثيمين يخاطب ندوة مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول الأحكام المتعلقة بانتشار جائحة كورونا


البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة بشأن جائحة كورونا


العثيمين يدعو الاجتماع الافتراضي بشأن كورونا المستجد للعمل الجماعي في مواجهة الجائحة


كتاب اليوبيل الذهبي لمنظمة التعاون الإسلامي

المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان