منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي

كلمة معالي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة

التاريخ: 05/10/2010

تونس العاصمة، 5-7 أكتوبر 2010 فخامة الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية التونسية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود، الرئيس العام للأرصاد الجوية وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية، أصحاب المعالي وزراء البيئة، معالي الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)، حضرات المندوبين الموقرين، حضرات السيدات والسادة، أود في مستهل هذه الكلمة أن أعرب عن خالص الامتنان والعرفان لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية التونسية، لرعايته هذا الاجتماع الهام، وعن شكري وتقديري لحكومة الجمهورية التونسية لاستضافتها هذا المؤتمر ولما أعدت له من ترتيبات ممتازة. وأتوجه بالشكر أيضا للمملكة العربية السعودية لما قدمته من دعم مالي لعقد هذا الاجتماع. كما أود، بالنيابة عن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أن أعرب عن تقديري لدور منظمة الإسيسكو ومديرها العام والعاملين فيها في تنظيم هذا المؤتمر. أصحاب المعالي، حضرات السيدات والسادة، إن لهذا المؤتمر الذي يعقد تحت شعار"الكوارث الطبيعية وسبل الوقاية منها" له أهمية كبرى لمجيئه في سياق الفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان في الآونة الأخيرة، وما وقع من كوارث طبيعية في أماكن أخرى. ويذكرنا العدد المتزايد من الكوارث الطبيعية بإلحاح أن علينا أن نشرع فوراً في معالجة المسائل المتعلقة بالبيئة وظاهرة ارتفاع الحرارة في العالم والتغير المناخي. كما يؤكد ضرورة قيام الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بتطوير قدراتها الوطنية والجماعية لمواجهة الكوارث الطبيعية وغير ذلك من حالات الطوارئ على نحو أسرع وأكثر فعالية. إقراراً بضرورة التصدي للتحديات البيئية وضرورة التعاون واتخاذ تدابير مشتركة فعالة لحماية البيئة، اعتمد المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة في دوراته السابقة عدداً من الوثائق والخطط الهامة في مجال البيئة والتنمية المستدامة. ومما يبعث على الارتياح أن نلاحظ التقدم الذي تحققه الدول الأعضاء والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات التابعة لها في هذا المجال، وعلى شتى الأصعدة. وأود أن أؤكد أهمية تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمرات السابقة. كما أننا ما زلنا في حاجة إلى العمل معاً حتى نكون مستعدين على نحو أفضل في مجالات المحافظة على البيئة وتدابير الوقاية من الكوارث الطبيعية واعتماد مناهج التنمية المستدامة وسياساتها الناجعة. وإنني في هذا المقام، أثني على استضافة الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة في نهاية العام الحالي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للأرصاد الجوية والبيئة في المملكة العربية السعودية. وقد حدد هذا الاجتماع عدداً من المسائل الجوهرية والأعمال الملموسة التي يتعين القيام بمعالجتها. فخامة الرئيس، صاحب السمو الملكي، أصحاب العالي الوزراء، يعد توفير مياه الشرب النقية وتدبير الموارد المائية جانباً مهماً من جوانب النقاش حول البيئة ودراسة تدابير الوقاية من الأثر السلبي للتغير المناخي. وفي هذا الصدد، عقد بمبادرة من الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي اجتماع خاص للوزراء المكلفين بالمياه في بلدان المنظمة لمناقشة مشكلات المياه التي يواجهها العالم الإسلامي، وذلك خلال المنتدى العالمي الخامس للمياه الذي عقد في اسطنبول في عام 2009. وقد طلب الاجتماع من الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي إعداد مقترحات ملموسة لحل المشكلات المتصلة بالمياه من خلال إعداد رؤية منظمة المؤتمر الإسلامي الخاصة بالمياه وإنشاء مجلس منظمة المؤتمر الإسلامي للماء. وقد عقد الاجتماع الأول على مستوى الخبراء في مايو 2010 في دبي لوضع رؤية منظمة المؤتمر الإسلامي الخاصة بالمياه. وأعد الخبراء فيما بعد، بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، مشروع هذه الرؤية، ويتوقع أن يعقد الاجتماع الثاني للخبراء في أوائل العام القادم ليتم استعراض الوثيقة قبل انعقاد مؤتمر الوزراء المكلفين بالمياه الذي عرضت تركيا استضافته. كما أود أن أعرب عن تقديري للعمل الذي يقوم به المركز الإسلامي لمعلومات البيئة في جدة. وفي هذا الصدد ، يطيب لي أن أحث الدول الأعضاء والمؤسسات المعنية على مد المركز بالمعلومات والبيانات والإحصاءات اللازمة لتيسير تبادل الخبرات والتجارب في مجال البيئة. أما مركز الدراسات الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للبلدان الإسلامية فإنه يؤدي من جهته دوراً ذا أهمية من خلال جمع وتحليل قاعدة بيانات للمؤشرات البيئية في الدول الأعضاء. صاحب الفخامة، صاحب السمو، أصحاب المعالي، حضرات السيدات والسادة، تقتضي المحافظة على البيئة والوقاية من الكوارث الطبيعية إتباع مناهج متعددة القطاعات وسياسات شاملة ومندمجة للتنمية المستدامة في الدول الأعضاء. وعلينا أن ننظر إلى مجموعة من العوامل والمتغيرات لمعالجة التحديات البيئية التي نواجهنا اليوم. علينا أن نعالج المسائل المتصلة بتراجع مساحات الغابات وتدهور التربة وتدبير الموارد المائية والتنوع البيولوجي وانبعاثات الكربون وارتفاع درجة حرارة الأرض والتغير المناخي. بل علينا أن نعالج أيضاً، بصورة متكاملة ، المسائل المتعلقة بالانفجار السكاني والتخفيف من وطأة الفقر وكذا سياسات وأولويات تنمية الأرياف والحواضر. وعلينا أن نركز على بناء القدرات وتنمية الخبرات وتدريب المهنيين في المجالات ذات الصلة. وسيكون على الدول الأعضاء أن تركز على تطوير وتعزيز تشريعاتها البيئية وأطرها التنظيمية وإدماج البعد البيئي في خطط التنمية وفي المشاريع الاجتماعية والاقتصادية. وعلينا أن نجد الوسائل والسبل للاستفادة من آلية التنمية النظيفة وإنشاء نظام تبادل الكربون على مستويات ثلاثة هي: المستوى الوطني ومستوى دول منظمة المؤتمر الإسلامي، والمستوى الدولي. وإنني أحث الدول الأعضاء على الاستفادة من آليات تمويل برامج بناء القدرات البشرية والمؤسسية في هذا الصدد، وأيضا الاستفادة من الموارد التي تتيحها الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة الخاصة بالتغير المناخي وأحكام بروتوكول كيوطو. وأدعو دول منظمة المؤتمر الإسلامي التي لديها مشاريع قائمة في إطار آلية التنمية النظيفة أن تتشاطر خبراتها مع دول المنظمة الأخرى حتى تتمكن من الاستفادة منها. ويعد تطوير الطاقات النظيفة والتقنيات الخضراء أحد المجالات التي تستدعي عناية خاصة من الدول الأعضاء ومن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومن اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (كومستيك)، ومن سائر المؤسسات المعنية التابعة لمنظومة منظمة المؤتمر الإسلامي. لقد وافق المكتب التنفيذي للبيئة، في اجتماعه الأول، على إنشاء "الكرسي الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز لدراسات البيئة" في جامعات بلدان المنظمة الأكثر عرضة للأثر السلبي للتغير المناخي. وإنني في هذه المناسبة أسجل تقديري لسمو الأمير الكريم لمبادرته هذه، متمنيا لهذا المشروع الأكاديمي المهم كل التوفيق والنجاح. وإذ نضع خططاً شاملة لحماية البيئة وخفض انبعاثات الكربون والحفاظ على التنوع الأحيائي وغير ذلك من التدابير الوقائية، علينا أيضاً أن ننشئ نظماً للإنذار المبكر والتخطيط لحالات الطوارئ وآليات الاستجابة للطوارئ داخل بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي. صاحب الفخامة، صاحب السمو، أصحاب المعالي، حضرات السيدات والسادة، إنني على ثقة بأن مداولاتكم ستنصب على بحث المسائل التي تقتضي منا عناية فورية، وأنكم ستخرجون بتوصيات لإنجاز أعمال ملموسة. متمنيا لمؤتمركم موفور النجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بيانات أخرى

No press releases assigned to this case yet.

مؤتمر بالفيديو لبحث آثار جائحة كورونا على جامعات منظمة التعاون الإسلامي


صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يسلم الدفعة الأولى من الدول الأعضاء الأقل نموا منحة مالية عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا


العثيمين: وكالات الأنباء في دول "التعاون الإسلامي" تدحض الأخبار الزائفة في جائحة كورونا


مواصلة لجهود المنظمة في مواجهة جائحة كورونا المستجد صندوق التضامن الإسلامي يشرع في إجراءات تقديم منحة مالية عاجلة للدول الأعضاء الأقل نموا


البيان الختامي للاجتماع الطارئ الافتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي المعقود على مستوى وزراء الخارجية حول الآثار المترتبة عن جائحة مرض كورونا المستجد (كوفيد-19) والاستجابة المشتركة لها


وزراء خارجية اللجنة التنفيذية: تعزيز الإجراءات الوطنية لدول "التعاون الإسلامي" للتخفيف من وطأة تداعيات وباء كورونا المستجد


مجمع الفقه التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يصدر توصيات ندوة "فيروس كورونا المستجد وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية"


منظمة التعاون الإسلامي ترفض استهداف المسلمين من طرف بعض الأوساط في الهند في ظل ازمة جائحة كورونا


العثيمين يدعو إلى اللجوء لأحكام فقه النوازل وحفظ النفس في محاربة وباء كورونا المستجد


العثيمين يخاطب ندوة مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول الأحكام المتعلقة بانتشار جائحة كورونا


البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة بشأن جائحة كورونا


العثيمين يدعو الاجتماع الافتراضي بشأن كورونا المستجد للعمل الجماعي في مواجهة الجائحة


كتاب اليوبيل الذهبي لمنظمة التعاون الإسلامي

المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان