منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي
التاريخ: 23/09/2010
مقر الامم المتحدة ، نيويورك 23 سبتمبر 2010 أصحاب المعالى والسعادة المندوبين الموقرين، ان من دواعى السعادة ان افتتح اليوم اعمال اجتماع فريق اتصال منظمة المؤتمر الاسلامى المعنى بالعراق . ويطيب لي أن ألاحظ أن هذا الاجتماع يعقد بالتزامن مع الذكرى الأربعين لإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي. ونعبر عن املنا فى أنه سوف يقدم إسهامات اضافية لجهودنا الرامية لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية للعراق. أصحاب المعالى والسعادة المندوبين الموقرين، يعكس تقريرى المقدم لهذا الاجتماع ملخص التطورات الايجابية فيما يتعلق بعلاقة المنظمة بالعراق والنشاطات التى اضطلعت بها المنظمة فى الفترة السابقة حيث مثلت زيارتى للعراق فى عام 2009 ، على رأس وفد كبير من الامانة العامة والاجهزة المتفرعة والمؤسسات المتخصصة والمنتمية فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر مع المسئولين حول الاوضاع فى العراق ودور المنظمة فى مرحلة اعادة الاعمار والتنمية المستدامة. واود ان أجدد في هذا الصدد التزام المنظمة التام بالعمل على تكثيف الاتصالات مع الجهات العراقية المختصة لتنفيذ ما اشتمل عليه البيان المشترك من مجالات للتعاون بين العراق والمنظمة واجهزتها المختلفة. وقد اتفقنا فى هذا الصدد مع الجانب العراقى على إنشاء آلية متابعة تضم مسؤولين من الوزارات المعنية من الجانب العراقى والأمانة العامة للمنظمة والأجهزة المتفرعة والمتخصصة التابعة للمنظمة، تجتمع دورياً بداية الربع الأخير من كل سنة، وتتولى تقييم ومتابعة إنجاز المشاريع التي يجري تنفيذها وتحديد مجالات العمل المستقبلية، وفي هذا الصدد فقد تم التوقيع على اتفاقية لمنح العراق مبلغ (500) مليون دولار أمريكي عبارة عن منح وقرض ميسر للمساهمة في إعادة أعمار العراق، وبانتظار الجانب العراقي لتنفيذ هذا القرض. وأجرى وفد عراقي رفيع المستوى يمثل مختلف الوزارات العراقية ذات الصلة خلال شهر مارس/2010 سلسلة مباحثات هامة مع الأمانة العامة للمنظمة والبنك الإسلامي للتنمية لمتابعة ما أتفق عليه في البيان المشترك. من جهة اخرى ، يحدونا الامل فى التمكن من الاستفادة من الروح الايجابية التى احدثتها زيارتى للعراق والجهد المتصل الذى ظل يبذله مكتب المنظمة فى بغداد لتعزيز علاقات التعاون بين العراق والمنظمة ، فى بحث السبل الكفيلة والوسائل اللازمة لتقديم مساهمات كبرى فى تحقيق المصالحة الوطنية من خلال تعزيز وحدة وتماسك وحدة الصف بين السنة والشيعة للعمل من اجل بناء عراق مستقر وامن وديمقراطى ومزدهر وموحد . واود ان انتهز هذه السانحة لاؤكد مجددا التزام المنظمة لتفعيل وثيقة مكة المكرمة لعام 2006 اتساقا مع نص القرار الوزارى الذى صدر فى دوشنبيه حول العراق والذى اكد ضرورة متابعة تنفيذ هذه الوثيقة المهمة، وقد شرعنا بالفعل فى بعض الاتصالات بهدف الوصول لرؤى مشتركة لتفعيل الوثيقة وسنواصل مشاوراتنا مع الحكومة العراقية والاطراف المعنية فى لتحقيق هذا الهدف.ورغبة من المنظمة في إقامة مؤتمر في العراق للوحدة الوطنية تأسيساً لهذه الوثيقة الهامة، فقد قمنا بتكليف مجمع الفقه الإسلامي ومجموعة من العلماء بأعداد دراسة حول تقريب بين المذاهب طبقاً لتوصيات البرنامج العشري. أصحاب المعالى والسعادة المندوبين الموقرين، لقد تابعنا جميعا بحزن بالغ التفجيرات الاثمة التى طالت اعدادا كبيرة من المدنيين العراقيين فى الاونة الاخيرة واحدثت اضرارا مادية بالغة . وقد عبرت من خلال عدة بيانات وباقوى العبارات عن ادانة المنظمة لهذه التفجيرات . اننا واذ نؤكد مجددا شجبنا لاعمال العنف والارهاب ، نناشد مجددا الشعب العراقى التمسك بوحدته وعدم الانزلاق وراء هذه المحالاوت التى تستخدم دماء الابرياء لخدمة اهداف اجرامية ترمى لاحداث الفتنة فى العراق وخلق حالة من عدم الاستقرار فى ربوعه. واود ان انتهز هذه السانحة لاشيد بالجهود التى تبذلها الحكومة العراقية لوضع حد لدوامة العنف ودحر الارهاب من خلال خطة المصالحة الرامية الى منح الفرصة لمختلف المكونات السياسية والدينية والعرقية من ابناء الشعب العراقى من اجل المشاركة السلمية فى العملية السياسية والشروع فى اعادة اعمار العراق ونامل ان يتواصل الحوار مع الجميع بهدف لم شمل العراقيين دون استثناء لأحد. كما أود أن أشيد بالانتخابات التي جرت بتأريخ 7/مارس/2010 والتي عبر فيها الشعب العراقي عن تصميمه لاختيار الطريق الديمقراطي في أدارة البلاد وأهمية تشكيل حكومة عراقية قوية يشترك فيها جميع أطياف الشعب العراقي وخاصة وأن إمام العراق تحديات كبيرة تتمثل في بسط الأمن وإعادة أعمار العراق. أصحاب المعالى والسعادة المندوبين الموقرين، فى الختام ، اود ان اؤكد لكم ان الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامى وجميع المؤسسات والاجهزة التابعة لها تدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقها تجاه الشعب العراقى وستعمل فى هذا الصدد على تقديم جميع اشكال الدعم والمساندة الممكنة للعراق لتحقيق السلام الدائم والتنمية فى هذا البلد الى يعد من الدول الاعضاء المؤسسة لمنظمة المؤتمر الاسلامى.
