التاريخ: 25/11/2023
يحي المجتمع الدولي يوم 25 نوفمبر ذكرى اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة التي تعتبر ضمن الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. وتعتبر هذه الذكرى يوماً نستذكر فيه بحزن أعمال العنف الفظيعة والمتواصلة التي يشهدها العالم ضد النساء والفتيات لا سيما في مناطق النزاع. ويتم إحياء ذكرى اليوم العالمي هذه السنة تحت شعار: " الاستثمار من أجل منع العنف ضد النساء والفتيات" وذلك لتسليط الضوء على أهمية تمويل الإجراءات الوقائية للحد من العنف ومصادره بصورة استباقية. وفي هذا المناسبة تجدد منظمة التعاون الإسلامي تأكيد موقفها الثابت والتزامها بتمكين المرأة ووضع حد لكل أشكال العنف ضدها.
وفي إطار إحياء هذه الذكرى الهامة، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد حسين إبراهيم طه على الدور الهام الذي تضطلع به المنظمة في تقييم التقدم الذي تحرزه الدول الأعضاء في إطار جهودها للحد من العنف ضد المرأة، حيث تعتبر هذه المناسبة بمثابة منتدى للحكومات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لوضع السياسات والبرامج اللازمة لمعالجة هذه المشكلة بشكل أكثر حزماً وشمولاً.
ويأتي احياء هذا اليوم في الوقت الذي يشهد فيه العالم تواصل الأزمة الإنسانية الشنيعة جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، حيث يتعرض الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن وغيرهم من المدنيين الأبرياء للقصف المستمر، ويمثل العدد الأكبر من الضحايا الذين يسقطون في ظل حالة من الصمت الحلقة الأضعف في هذه المأساة.
وقد أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي مجدداً إدانة المنظمة بشدة جرائم الحرب المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات لوقف هذه الجرائم والضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بالقانون الإنساني الدولي ووقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة والمناطق المحيطة بها دون عوائق.
ووجه الأمين العام السيد حسين إبراهيم طه نداءً إلى جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مؤكداً فيه على أهمية تعزيز التعاون والقيام بتدابير مشتركة لحماية النساء والفتيات، لا سيما أثناء الأزمات والحروب والكوارث البيئية.
ولطالما اتخذت منظمة التعاون الإسلامي موقفا واضحا بشأن القضايا الهامة المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، بما يتفق مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والمواثيق الدولية، وبما يتماشى مع أهداف ومبادئ منظمة التعاون الإسلامي. وفي هذا السياق، فإن خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي للنهوض بالمرأة (أوباو)، وبرنامج عمل المنظمة حتى عام 2025، والقرارات ذات الصلة التي اعتمدتها مؤتمرات القمة والمؤتمرات الوزارية بشأن المرأة، تمثل مبادئ توجيهية بشأن سبل ووسائل معالجة هذه التحديات التي تواجه المرأة، بما في ذلك القضاء على كافة أشكال العنف ضدها. وكان آخرها المؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام “المكانة والتمكين”، الذي استضافته المملكة العربية السعودية، رئيسة القمة الإسلامية، في الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر 2023م، في مدينة جدة، بالتعاون والشراكة مع الأمانة العامة للمنظمة، حيث عقد هذا المؤتمر تنفيذا للقرار الصادر عن الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية المنعقدة في نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية في مارس 2023، والذي أبدت خلاله المملكة العربية السعودية التكرم برغبتها في تنظيم مؤتمر دولي لمعالجة قضية حقوق المرأة في الإسلام وتسليط الضوء على المبادئ الإسلامية التي كرمت المرأة ووفرت لها الخدمة والحماية الاجتماعية. وقد أصدر المؤتمر وثيقة شاملة بعنوان: وثيقة جدة للمرأة في الإسلام، تناولت جوانب حقوق المرأة في الإسلام في جميع مجالات الحياة، بالإضافة إلى بيان ختامي شامل.
واستمرارًا لجهود منظمة التعاون الإسلامي لتحقيق حلول استباقية للقضاء على العنف ضد المرأة، عقدت الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي حول المرأة في القاهرة بجمهورية مصر العربية في الفترة من 6 إلى 8 يوليو 2021 تحت شعار: “الحفاظ على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في ضوء جائحة كوفيد-19 وما بعدها”. واعتمدت الدورة قرارات مهمة بشأن حماية المرأة وتمكينها، وتعميم المساواة بين الجنسين في استراتيجيات وسياسات مكافحة جائحة كوفيد-19 وتعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة في الدول الأعضاء.
ولتوضيح النهج الاستباقي الذي تتبعه المنظمة في مكافحة العنف ضد المرأة، أنشأت منظمة التعاون الإسلامي منظمة تنمية المرأة كمؤسسة متخصصة في مجال تمكين المرأة. وبهذه المناسبة، جدد معالي السيد حسين إبراهيم طه الدعوة إلى الدول الأعضاء التي لم تصادق بعد على النظام الأساسي لمنظمة تنمية المرأة إلى تسريع إجراءات التصديق والانضمام، حتى تتمكن المنظمة من القيام بالدور المأمول منها في تعزيز وتمكين المرأة والنهوض بها في العالم الإسلامي.
كما أكد معاليه أن منظمة التعاون الإسلامي ثابتة في التزامها بإنهاء العنف ضد المرأة وتمكينها من المساهمة بفاعلية في المجتمع. وتتعاون المنظمة على نطاق واسع مع الدول الأعضاء وهيئات ومؤسسات المنظمة ذات الصلة، والشركاء الدوليين لتحقيق هذا الهدف المنشود.
"بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، إنه لمن دواعي الحكمة أن نقر بمسؤوليتنا المشتركة في بناء مجتمع يمكن للنساء والفتيات أن يعشن فيه دون خوف من العنف، ومن خلال التآزر والتضامن والوحدة، يمكننا وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات وضمان مستقبل يكون فيه تمكين المرأة والعدالة بين الرجل والمرأة حقائق يعيشها الجميع وليست مجرد شعارات."
حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي