منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي
التاريخ: 16/12/2009
توجه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، للأمة الإسلامية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1431هـ بالكلمة التالية: تحتفل أمتنا الإسلامية ببدء عام ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين للهجرة النبوية الشريفة، ويُسعدني بهذه المناسبة أن أتوجه إلى كل المسلمين بأخلص عبارات التهنئة والتبريك، داعياً الله جلت قدرته أن يجعل العام الجديد عام خير وسلم وازدهار للبشرية جمعاء. ونحن في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تحتفل بالذكرى الأربعين لإنشائها، نسعى بكل ما أوتينا من قوة من أجل أن ندرأ عن حمى الإسلام والمسلمين، بالعمل الجاد والحوار الهادف، ما بات يقوم به البعض من تحامل على ديننا، ومن محاولات تشويه لقيمنا وإساءة إلى مقدساتنا وثوابتنا، وأن نعزز أركان الوسطية في الإسلام، ونجلي صورة ديننا الحنيف الحقيقية كدين للتسامح والمودة والإخاء، وننأى به عن المغالاة والتطرف. وأمام تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا وتجلياتها الخطيرة، فإننا لن نألوَ جهداً في مكافحة هذه الظاهرة التي هي مصدر قلق كبير لنا لما تنطوي عليه من تمييز ضد المسلمين ومس بحقوقهم الأساسية. ونحمد الله أنه توجد في عالمنا الإسلامي نماذج ناجحة لتجاوز الأزمات ورفع التحديات يجدر الاحتذاء بها في إطار التعاضد والتكاتف بين أبناء الأمة، وهو ما تجسد من خلال انعقاد أول قمة اقتصادية إسلامية، حيث أكدت هذه القمة، التي انعقدت مؤخراً، الإرادة السياسية لقادة الأمة للعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي وتنمية التبادل التجاري. كما كانت القمة مناسبة لتأكيد الأهمية القصوى التي تُوليها الأمة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية المطروحة عليها، ومنها برامج التخفيف من حدة الفقر التي تحتل صدارةَ أعمال منظمة المؤتمر الإسلامي، بما فيها تطوير البنى التحتية الأساسية، مثل شبكات النقل، الذي يبقى أمراً ضرورياً لتحقيق التنمية وتأمين انسياب أيسر للتجارة البينية. وتتأكد لذلك أهمية النقل السككي في الدولِ الأعضاء في المنظمة كما يتجلى في مشروع خط سكة الحديد الرابط بين ميناء بور سودان في شرق القارة الإفريقية والعاصمة السنغالية دكار في غربها، حيث إن من شأنه أن يعزِّزَ القدرة التنافسية لعمليات تصدير السلع الأولية التي تشكلُ جزءاً كبيراً من الدخل القومي لغالبية الدول التي سيعبر منها هذا الخط. أجدد التهاني بالعام الجديد داعياً الله أن يوفقنا لما فيه الخير، ويلهمنا جميعاً سبيل السداد والرشاد.
