التاريخ: 26/11/2009
بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وجه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، كلمة هذا نصها: أود بمناسبة حلول اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة انتهاز هذه الفرصة لأعرب عن تهاني الحارة لنساء العالم لمساهمتهن في مختلف مناحي العملية التنموية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي في العالم. إن المرأة اضطلعت تقليديا بدور بارز ورئيسي في بناء ركائز وأسس المجتمع الصالح، باعتبارها أما وزوجة، كما لعبت دورا موسعا في دعم المجتمعات الحديثة، حيث جابهت في خضم أدائها لهذا الدور صعوبات جسيمة وتحديات جمة. إن العنف ضد المرأة بمختلف أشكاله وتجلياته يشكل للأسف إحدى أعتى التحديات التي تواجهنا جميعا في عالم القرن الحادي والعشرين المعولم، حيث تشهد الإنسانية تغيرات وتطورات جذرية تطال مختلف ميادين الحياة. إن الأوضاع القائمة في الوقت الراهن لا تهدد فقط بعضا من حقوق الإنسان الأساسية، بل إنها تنتهك أيضا القيم والمبادئ الأساسية للإسلام. إن وضع المرأة في العديد من أنحاء العالم، لاسيما البلدان النامية والبلدان الأقل نموا، لا تزال تتسم بالهشاشة، وتستدعي المزيد من الإجراءات من قبل المجتمع الدولي. أود أن أذكر هنا أن حقوق المرأة، بما في ذلك حقها في الحماية ضد جميع أشكال العنف، تكفلها القوانين والاتفاقيات الدولية وكذلك القوانين والتشريعات الوطنية. وعلى الرغم من ذلك، هناك في الواقع مجتمعات تفتقر منظوماتها القانونية إلى ضمانات كافية لحماية المرأة، بل قد تفاقم تلك القوانين من المشاكل التي تواجه المرأة. وفي هذا السياق، يعكس الإعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 1993 مدى خطورة الأوضاع التي تواجهها المرأة نتيجة العنف الذي يمارس ضدها، علما أن هذه الظاهرة لا تزال منتشرة بشكل كبير. إن حقوق المرأة مرسخة في الإسلام الذي يدعو إلى تحرير المرأة ويقر حقوقها كاملةً بوصفها شريكا متساويا مع الرجل في المجتمع. كما أن التعاليم الإسلامية ترفض بشدة جميع أشكال العنف ضد المرأة وتدافع عن حقوقها. وفي إطار تنفيذ إعلان القاهرة بشأن حقوق الإنسان في الإسلام وبرنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي تم إحراز بعض التقدم الملحوظ في مجال النهوض بالمرأة في الدول الأعضاء في المنظمة. وأعتقد أن التنفيذ الفعال لخطة عمل منظمة المؤتمر الإسلامي بوضع المرأة الذي تم اعتماده من أجل التصدي للتحديات التي تواجهها المرأة، بما في ذلك ممارسة العنف ضدها، سوف يساهم إلى حد كبير في التخفيف من حدة هذه الظاهرة. وفي إطار جهودها لتمكين المرأة، تواصل منظمة المؤتمر الإسلامي التزامها بالعمل بالتنسيق مع الدول الأعضاء والأطراف الأخرى المعنية في المجتمع الدولي. وأود أن بهذه المناسبة حث جميع الأطراف المهتمة بقضايا المرأة على الاضطلاع بدورها في القضاء على العنف ضد المرأة.