التاريخ: 24/11/2009
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، توجه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، بالكلمة التالية: "يُسعِدني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لعام 1430 هـ، أن أتوجه إلى أبناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بخالص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية العظيمة، داعياً المولى جلّت قدرته، أن يجعل مقدم هذا العيد فاتحة خيرْ وأمل للأمة الإسلامية جمعاء وأن يُلهِمنا سبيل الرّشاد والسداد، إنه سميع الدعاء. تأتي مناسبة العيد، وما يرافقها من اجتماع ملايين المسلمين في عرفات في مشهد ديني مهيب، لتذكر المسلمين بفروض الوحدة والتضامن والتناصر، بعيداً عن كل أشكال الشقاق والتنابذ والخلاف. ففي الوحدة أسباب القوة والتمكين، وفي الشقاق تكمن بذور الضعف والهوان. والمسلمون اليوم في أشد الحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تراصّ الصفوف لدحر ما يُدبـَّـر لهم، والدفاع عن مقدساتهم وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، ونصرة إخوانهم في استعادة حقوقهم السليبة، وتوفير أسباب العزة والمنعة والكرامة لهم. وإننا لنشعر بكثير من الأسى ونحن نشهد حال عالمنا الإسلامي وقد حلّت بأجزاء واسعة منه ويلات الحروب والدمار والخراب ومظاهر الغلو والتطرف، أدخلتنا في حلقة مفرغة لا ندري مداها، في حين أن الإسلام براء من كل ذلك، فهو دين الرحمة والوسطية والسلام. ومما يبشر بالخير أن هذا العيد يحل بعد أيام قليلة من انعقاد أول قمة اقتصادية إسلامية احتضنتها مدينة اسطنبول في تركيا بمبادرة من فخامة الرئيس عبد الله غُـل، رئيس الجمهورية التركية، رئيس اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وقد أكدت هذه القمة الإرادة السياسية لقادة الأمة للعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي وتنمية التبادل التجاري اللذين يُعتـبَران الأساس في بناء القوة وتحقيق أسباب التضامن والتمكين والمنعة للمسلمين. كما كانت القمة مناسبة لتأكيد الأهمية القصوى التي تُوليها الأمة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية المطروحة عليها، ومنها تخفيف حدة الفقر، والعمل على تأمين انسياب أيسر للتجارة بين بلدانهم، تحقيقاً للهدف الذي حدده برنامج العمل العشري بزيادة نسبة التبادل بين الدول الأعضاء إلى 20 في المئة، وهو الهدف الذي أصبح في متناول اليد. إن العمل على اكتساب أسباب التنمية البشرية، والتطور والازدهار لبلداننا وشعوبنا، ومعالجة شؤونها الاقتصادية والاجتماعية وتكثيف الجهد للأخذ بناصية العلوم والتكنولوجيا وتكريس قيم الحداثة والاعتدال هو طريقنا الأقوم للاستغلال الأمثل للإمكانيات الهائلة التي تزخر بها دولنا، بما يؤمّن بناء حاضر واعد، ومستقبل مشرق للمسلمين، وحل مختلِف مشكلاتهم. وأدعو الله عز وجل أن يُعِيد أمثال هذا العيد، وقد استعادت الأمة الإسلامية موقعها المتميز بين أمم العالم، وتحقق لها ما تصبو إليه من تقدم ورفعة وازدهار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".