التاريخ: 29/10/2009
بسم الله الرحمن الرحيم سعادة السفير خيرات لاما شريف، سفير جمهورية كازاخستان الحضور الكرام، الفنانون الأعزاء، حضرات السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أود في مستهل كلمتي هذه أن أعرب عن خالص التهاني القلبية لشعب المملكة العربية السعودية وجمهورية كازاخستان بمناسبة هذا الحفل الرائع المقام احتفاءً بالأيام الثقافية الكازاخستانية في المملكة العربية السعودية. ما من شك أن تنظيم مثل هذه الفعالية يجسد على نحو ملموس روح الصداقة الحميمة وروابط الأخوة التي تجمع الدول الإسلامية تأكيدا لاستمرار رغبة شعوبها العميقة للتعرف بشكل أكبر على ثقافة وتاريخ بعضها البعض. اسمحوا لي أن أرحب بكم جميعا في هذه المناسبة السعيدة والتي تتزامن مع حلول الذكرى السنوية الأربعين لتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي. وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب عن امتناني وتقديري لكم جميعا لحضوركم هذه الليلة للمشاركة في هذا الحفل البهيج. سيداتي سادتي، إن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تفخر بضم كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية كازاخستان في عضويتها هي منظمة حكومية دولية تسعى جاهدة إلى تعزيز أواصر التضامن والتعاون بين الدول الإسلامية من أجل تنسيق الجهد الإسلامي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. فقبل أربعين عاما، قررت خمس وعشرين دولة من العالم الإسلامي أن ترسي قواعد التعاون الجماعي خدمةً لقضاياها المشتركة. وتبلور هذا التجمع ليضم 57 دولة عضوا تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي. وبعد مرور أربعة عقود على تأسيسها أصبحت المنظمة تشكل فضاءً يؤطر جزءاً مهماً من العلاقات الخارجية لدولها الأعضاء، ومن حيث الحجم، أضحت المنظمة تتبوأ المرتبة الثانية على مستوى المنظمات السياسية في العالم بعد الأمم المتحدة، كما تعتبر صوت العالم الإسلامي والممثل لمليار ونصف المليار مسلم ينتشرون على نطاق جغرافي واسع يمتد من شواطئ المحيط الأطلسي إلى تخوم الصين وشواطئ جزر الفلبين وإندونيسيا، إضافة إلى أمريكا الجنوبية. إن إنشاء المنظمة في عام 1969 يجسد أبرز تطور يشهده التاريخ المعاصر للعالم الإسلامي، فقد كان تأسيس المنظمة بمثابة تحقيقٍ لتطلعات الأمة الإسلامية لتأسيس مظلة مؤسساتية تعكس وتجسد روح التضامن الإسلامي بحيث وفر قيام المنظمة إطاراً حديثاً في الحياة المعاصرة للعالم الإسلامي. وتؤدي المنظمة دور المحرك الذي يدفع بعجلة التقدم والازدهار في العالم الإسلامي، وهي تعتبر الإطار الذي يجمع المسلمين، حيث يلتئم قادة العالم الإسلامي لمناقشة شؤونهم وصياغة قراراتهم المشتركة بهدف تأمين وخدمة مصالح شعوبهم وقضاياهم. إننا في المنظمة نسعى جاهدين من خلال استنادنا إلى ميثاقنا الجديد إلى بناء إنسان مسلم برؤية جديدة، وذلك من خلال تحقيق التوافق بين تراثنا الإسلامي مع الجوانب الإيجابية التي يكتنفها الحاضر ويتطلع إليها المستقبل. كما أننا نأمل أن يتمكن العالم الإسلامي من الانخراط في مسيرة العالم بعزيمة قوية وإيمان راسخ وعقلية منفتحة أساسها العلم والمنهجية العقلانية وأسلوبها الحوار وهدفها الثابت تحقيق التضامن بين شعوبنا. أيها الحضور الكرام، اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بأحر وأصدق التهاني لجمهورية كازاخستان، حكومة وشعبا، بمناسبة انتخابها عضوا في المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو- لفترة أربع سنوات القادمة. لا شك أن هذه الانتخابات تمثل خير دليلٍ على الاهتمام البالغ والدور الفاعل الذي تضطلع به جمهورية كازاخستان في إدارة مجموعة واسعة من القضايا المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة. كما أن انضمام كازاخستان لعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو يوفر لها فرصة ثمينة لممارسة تأثيرٍ مباشرٍ في مجال تنفيذ برامج اليونسكو وأنشطتها في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وعلينا جميعا أن نتوجه بتهانينا القلبية لجمهورية كازاخستان لاستضافتها الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المزمع عقدها في العاصمة أستانا خلال عام 2011 وتوليها كرسي رئاسة المنظمة للسنة التالية، مما يعكس على نحو جلي تطلعات كازاخستان لتوطيد وتعميق انخراطها في أنشطة منظمة المؤتمر الإسلامي والتزامها المتين بقضايا العالم الإسلامي. سيداتي وسادتي، لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أعرب مجددا عن شكري وتقديري للمملكة العربية السعودية، هذا البلد المعطاء، وأن أشيد بما أبداه ويبديه من كرم وحسن الضيافة. كما أود أن أعبر عن خالص امتناني لمعالي الدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، ومعالي الدكتور مختار قول محمد، وزير الثقافة والإعلام في جمهورية كازاخستان، وكل من ساهم في رعاية هذا الحدث المتألق. كما أتوجه بشكري الجزيل لفريق الفنانين من كازاخستان لما بذلوه من جهد وطاقات من أجل إنجاح هذا الحفل. ولا يفوتني أن أعرب عن شكري وتقديري للمسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية في مدينة جدة والمسؤولين في سفارة كازاخستان في الرياض لما أبدوه من تفاني وجهد دؤوب لجعل هذا الحفل خالدا في ذاكرتنا. أتمنى لكم جميعا التوفيق وأدعوكم للاستمتاع بهذا الحفل الموسيقي الرائع. وأدعو الله أن يوفقنا لما فيه الخير، ويلهمنا جميعاً سبيل السداد والرشاد. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته