منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي

كلمة معالي الأمين العام في مراسم افتتاح المعرض التجاري الثاني عشر للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي

التاريخ: 12/10/2009

القاهرة ، جمهورية مصر العربية 11- 16 أكتوبر 2009 بسم الله الرحمن الرحيم صاحب المعالي الضيوف الكرام السادة والسيدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لـي في البداية أن أعـرب عـن عرفاني العميق لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية لرعايته الكريمة للدورة الثانية عشـرة من المعرض التجاري للـدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. كما أود أن أزجي تهنئتي وأفضل أمنياتي إلى جميع الوكالات والمنظمات التي شاركت في اتخاذ الترتيبات الممتازة لإنجاح هذا المعرض. كما أعرب عن عرفاني الخالص لحكومة جمهورية مصر العربية، من خلال الهيئة العامة للمعارض والأسواق الدولية والمركز الإسلامي لتنمية التجارة لما قاما به من دور في هذا الصدد. كما يجب أن أرحب بممثلي كل من القطاعين العام والخاص في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. حيث تدل مشاركتهم اليوم التي تدعو للإعجاب على الأهمية التي يولونها للازدهار الجماعي والتحول الاجتماعي الاقتصادي داخل الأمة الإسلامية.. وشعار المعرض التجاري لهذه السنة هو "الشراكة الاقتصادية الجديدة في خدمة الأمة". ويتفق هذا المفهوم تماما مع القرار رقم 9/35- أق الذي صدر عن الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية، الذي عقد في كمبالا، أوغندا، في يونيو 2008. ويشار إلى أن منظمتنا أولت مؤخراً أولوية كبيرة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بما يعود بالنفع على شعوب الأمة. وفكرة الشراكة لها كذلك أهمية كبرى في المساعي الجارية للتصدي لتحديات العصر التي تواجهها البشرية كما بيّن ذلك الانهيار الاقتصادي العالمي. وتتمثل أهمية هذا المعرض التجاري بشكل أساسي في عرض مختلف المنتجات المتوفرة في الدول الأعضاء في منظمتنا. فلا يمكن أن يتم تعزيز التجارة البينية في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي إلا بعد توفير جميع المعلومات اللازمة بشأن قدرات بلداننا ومواردها وإمكاناتها. وبالرغم من أن التكنولوجيا الحديثة قد مكنتنا، من خلال التجارة الإلكترونية، من إنشاء قاعدة بيانات ملائمة للمنتجات الموجودة في بلاد أخرى، فيمكن شرح أساس عرض هذه المنتجات مقولة مشهورة وهي "ليس من رأى كمن سمع". لذلك ركزنا على زيادة التجارة في هذا المعرض التجاري. وتحتاج بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي لتعزيز العلاقات التجارية بين شعوبها. ومما يدعو للغبطة ملاحظة أن ثمة تقارير حديثة حول الوضع الاقتصادي العالمي تشير إلى أن أداء الاقتصادات النامية والمتحولة حقق النمو المنشود في الاقتصاد العالمي بالرغم من الانكماش العالمي. وقد ارتفعت مساهمتنا في السلع والخدمات المنتجة إلى 40% في 2007 ، بينما انهارت مساهمات الاقتصادات المتقدمة بسبب ضعف الطلب في هذه البلاد. إن دور إحلال الاستقرار الذي تقوم به الاقتصادات النامية والمتحولة التي تنتمي إليها معظم دول منظمتنا ، يمثل مؤشرا لإمكاناتنا الهائلة. ويمكن أن تترجم هذه القدرات إلى رفاهة اقتصادية هائلة لسكاننا بأعدادهم الكبيرة إذا تمكنا من القيام بما يلزم من عمل كأمة واحدة. ويجب أن يكون هذا المعرض بمثابة جسر لتحقيق هدف التكامل الاقتصادي كما جاء في برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وفي أعقاب الإصلاحات التي نفذتها الأمانة العامة وكنتيجة مباشرة لمختلف التوجيهات التي صدرت عن رؤساء الدول والحكومات في منظمة المؤتمر الإسلامي، نفذت أعمال مختلفة لإعادة توجيه مسار عملنا المشترك كأمة ذات قيم ومصالح وأهداف مشتركة. وتنصب جهود الأمانة العامة الآن على تشجيع المشاركة النشطة بين الدول الأعضاء في اتجاه التكامل الاقتصادي متعدد الأطراف. وفي هذا الصدد، تم وضع تصور لمشروع إعادة تأهيل صناعة النسيج في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، واكتسب هذا المشروع الآن شهرة واسعة في أوساطها. وأود أن أعرب عن تقديري إلى جميع الدول الأعضاء في لجنتي التوجيه والمشاريع المعنيتين بالقطن لما تبذلانه من جهود لإنجاح انطلاق المشروع. وفي الواقع يتيح هذا المشروع إمكانية المساعدة في تحقيق نمو مستدام في قطاع الزراعة وهو قطاع حيوي ظل دوما يشكل مصدرا جيدا لتوفير فرص عمل لعامة شعوبنا. ويطيب لي حقيقة أن ألاحظ تنظيم معرض متخصص في القطن وصناعة النسيج على هامش هذا المعرض التجاري. وتتيح هذه الفعالية مناسبة طيبة لجميع المهتمين بهذا الشأن للقاء وصياغة طريق يتسم بالمصداقية لتحفيز النمو في هذا القطاع بالغ الأهمية. وثمة برنامج آخر في القطاع الزراعي وهو عقد منتدى للأمن الغذائي. وقد أسست هذه المبادرة على الحاجة للتصدي للتحديات التي شكلتها عواقب الأزمة الغذائية العالمية في بلداننا الأعضاء. والهدف من هذا المشروع هو ضمان مرافقة الثمار التي تجنى من الانفتاح التجاري تساوي في نشر الرفاهة في أوساط القطاعات الضعيفة أو المحرومة من سكاننا. ولتحقيق ذلك، تولي منظمة المؤتمر الإسلامي أهمية بالغة لبرامج تخفيف حدة الفقر وتعتزم تشجيع بناء القدرات وتبادل الخبرات في هذا المجال. المندوبون الموقرون ، السادة والسيدات، كما تعلمون، فإن أحد أهم انشغالات منظمة المؤتمر الإسلامي تتمثل في زيادة التجارة البينية في إطار بلدانها الأعضاء. ويشار إلى أن هذه التجارة البينية قد ارتفعت إلى 16.6% في 2008، من 14.5% في 2005. أي أن حجم التجارة البينية في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي بلغ 427 مليار دولار أمريكي في 2008 مقابل 420.6 مليار دولار أمريكي في 2007. وفي 2009، يتوقع أن تسجل التجارة البينية زيادة أخرى والهدف المنشود الوحيد هو بلوغها عتبة اﻠ 20% من التجارة العالمية قبل سنة 2015. وسعيا للنهوض بالتجارة بين البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، تم إنشاء نظام للأفضلية التجارية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وتم استكمال اتفاقيتين هامتين جدا وهما بروتوكول نظام الأفضلية التجارية لمنظمة المؤتمر الإسلامي (بريتاس) وقواعد المنشأ الخاصة ببريتاس، وتم عرضهما على الدول الأعضاء للتوقيع عليهما وتصديقهما. وفي هذا السياق، أود أن أناشد الدول الأعضاء لفعل ما بوسعها لتصديق بريتاس في أقرب فرصة ممكنة ويا حبذا لو كان ذلك قبل نهاية 2009 تمكينا للأمة من الدخول في عهد جديد من التنمية الاقتصادية المستدامة وتحسين استخدام التجارة المنسقة في عملية التنمية. ونتيجة لذلك، سوف نتمكن من زيادة جهودنا لتوحيد قواعد التجارة وإنشاء نظام تجاري موحد. إلى جانب الجهود التي تبذل لإزالة العقبات التي تعترض التجارة وزيادة الفرص المالية ، اتخذ كثير من المبادرات كذلك لإقامة آليات وتنفيذ برامج لتعزيز الاستثمار والبنى التحتية والقدرة الإنتاجية في الدول الأعضاء. ويجري اتخاذ تدابير مماثلة لتعزيز تكامل مختلف اقتصادات الدول الأعضاء. ومثال آخر لهذه التدابير هو مشروع خط السكة الحديد بين بورتسودان ودكار. إضافة لذلك، هنالك الجهازان المنتميان لمنظمة المؤتمر الإسلامي القائمين على القطاع الخاص وهما الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة ومنظمة الإتحاد الإسلامي لمالكي البواخر، اللذان شرعا في مشاريع تنشد تيسير النقل الجوي والبحري للسلع في الدول الأعضاء. ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أعرب عن تقديري لهما لما يبديانه من حس مرهف بأهمية مهمتهما ومقاصدهما. أصحاب المعالي، السادة والسيدات، إني على ثقة من أن تنظيم هذا المعرض وسلسلة النشاطات المصاحبة له سوف يهيئ التنسيق المطلوب لتنفيذ برنامج العمل العشري للمنظمة. كما سوف يضع منظمتنا في أفضل وضـع للتصدي لتحديات العصر والعالم الآخذ في التعولم بسرعة. وفي الختام اسمحوا لي أن أؤكد مجددا تقديري وعرفاني العميقين لحكومة جمهورية مصر العربية، على جهودها المستمرة لخدمة الأمة الإسلامية. حيث تعكس استضافة هذا المعرض التجاري الهام الجهود القيمة التي لم تعرف الكلل ولا الملل التي تبذلها حكومة جمهورية مصر العربية، لتعزيز العمل الإسلامي المشترك. كما أود أن أعرب عن تقديري العميق للمركز الإسلامي لتنمية التجارة ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية لتمكين عدد من أقل البلدان الأعضاء في المنظمة نموا من المشاركة في المعرض التجاري الثاني عشر وما صاحبه من نشاطات أخرى. شكرا لكم جميعا وأرجو لكم النجاح. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بيانات أخرى

No press releases assigned to this case yet.

مؤتمر بالفيديو لبحث آثار جائحة كورونا على جامعات منظمة التعاون الإسلامي


صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يسلم الدفعة الأولى من الدول الأعضاء الأقل نموا منحة مالية عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا


العثيمين: وكالات الأنباء في دول "التعاون الإسلامي" تدحض الأخبار الزائفة في جائحة كورونا


مواصلة لجهود المنظمة في مواجهة جائحة كورونا المستجد صندوق التضامن الإسلامي يشرع في إجراءات تقديم منحة مالية عاجلة للدول الأعضاء الأقل نموا


البيان الختامي للاجتماع الطارئ الافتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي المعقود على مستوى وزراء الخارجية حول الآثار المترتبة عن جائحة مرض كورونا المستجد (كوفيد-19) والاستجابة المشتركة لها


وزراء خارجية اللجنة التنفيذية: تعزيز الإجراءات الوطنية لدول "التعاون الإسلامي" للتخفيف من وطأة تداعيات وباء كورونا المستجد


مجمع الفقه التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يصدر توصيات ندوة "فيروس كورونا المستجد وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية"


منظمة التعاون الإسلامي ترفض استهداف المسلمين من طرف بعض الأوساط في الهند في ظل ازمة جائحة كورونا


العثيمين يدعو إلى اللجوء لأحكام فقه النوازل وحفظ النفس في محاربة وباء كورونا المستجد


العثيمين يخاطب ندوة مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول الأحكام المتعلقة بانتشار جائحة كورونا


البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة بشأن جائحة كورونا


العثيمين يدعو الاجتماع الافتراضي بشأن كورونا المستجد للعمل الجماعي في مواجهة الجائحة


كتاب اليوبيل الذهبي لمنظمة التعاون الإسلامي

المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان