التاريخ: 04/07/2009
كلمة معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في المؤتمر العام العاشر للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) تونس 2 – 4 يوليو 2009م كلمة معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي السيد الرئيس السادة الحضور يعتذر معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى عن الحضور بالرغم من رغبته الجادة في المشاركة في أعمال هذا الاجتماع الموقر بصفته الشخصية إلا أن ارتباطاته المسبقة حالت دون ذلك، وقد كلفني بالإنابة عنه في هذا الاجتماع. وأتشرف الآن بقراءة كلمته على هذا الاجتماع نيابة عنه: سيادة الرئيس السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود في مستهل كلمتي أن أسجل تقديري العميق لشخصكم الكريم، السيد أحمد أخشيشن، وزير التعليم الوطني والعالي في المملكة المغربية لرئاستكم القديرة والواعية للدورة التاسعة للمؤتمر العام. كما أود أن أنتهز هذه الفرصة لتقديم التهاني المخلصة لسعادة الدكتور حاتم بن سالم، وزير التعلم والتدريب لانتخابه رئيساً للدورة العاشرة للمؤتمر العام للإيسيسكو الذي يعقد تحت الرعاية الكريمة لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي، الذي رسمت كلمته الملهمة والموحية في الجلسة الافتتاحية صباح اليوم معالم الطريق للمؤتمر العام بكل وضوح. إنني على ثقة تامة من أن هذا الاجتماع سيفضي إلى نتائج ناجحة تحت القيادة الحكيمة لمعالي الدكتور حاتم بن سالم. إنه لمن دواعي سرورنا أن ينعقد هذا الاجتماع في تونس، ذلك البلد الذي تضرب جذوره في أعماق التاريخ. ومع قدوم الإسلام إليه أصبح أحد أهم مراكز الثقافة الإسلامية في العالم. وتوجد في هذا البلد الرائع إحدى أقدم المؤسسات التعليمية العريقة على مستوى العالم، والتي ازدهر من خلالها الفن والأدب والثقافة الإسلامية. حيث أصبحت مدينة القيروان في ظل الإسلام مركزا مرموقا لقاصدي العلم الديني والثقافي، حيث أثرت أعمال العلماء المسلمين وأبحاثهم فيها الحضارات في العالم وما زالت تثريها إلى وقتنا هذا. ولقد قدمت تونس، كونها إحدى الدول المؤسسة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إسهامات عظيمة لخدمة قضايا الأمة الإسلامية. واسمحوا لي أن أتوجه بشكر خاص إلى فخامة الرئيس زين العابدين بن علي، على مبادراته الكريمة في سبيل رفع راية الإسلام ومن بينها إعلان عام 2010م عاما دوليا للشباب وعقد مؤتمر دولي للشباب في تونس العام المقبل. كما أود أن أعرب عن تقديري لمنظمة الإيسيسكو على هذا السجل الحافل من الإنجازات، حيث تستحق كل التقدير على برامجها وأنشطتها الداعمة للتفاهم بين الشعوب وبخاصة من خلال التعليم والعلوم والثقافة. لقد ساهمت المؤتمرات وورش العمل التي تعقدها المنظمة في زيادة مصداقيتها وارتباطها بالقضايا الإسلامية وذلك من خلال جهودها في مجال نشر الثقافة الإسلامية والحفاظ على المواقع الثقافية الإسلامية وتعيين عواصم للثقافة الإسلامية، وتعزيز الحوار بين الحضارات، والعمل على توفير تعليم علمي وتكنولوجي ذي جودة لكل المسلمين. ويعود فضل كبير لإنجازات الإيسيسكو إلى مديرها العام الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، لقيادته الحكيمة وللجهود التي لا تكل للعاملين بالمنظمة. وتحتفل منظمة المؤتمر الإسلامي هذا العام بالذكرى الأربعين لتأسيسها. وهي فرصة ملائمة لأن تعقد الأمة الإسلامية العزم من جديد على تقوية وحدتها لمواجهة التحديات من خلال الاسترشاد بالرؤية التي يمثلها برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي وميثاقها الجديد واللذان تبناهما رؤساء الدول والحكومات في الدول الأعضاء بالمنظمة. وتمثل هاتان الوثيقتان خارطة الطريق لمستقبلنا. وهنا يتعين على المؤسسات المتخصصة والأجهزة المتفرعة والمنتمية لمنظمة المؤتمر الإسلامي الالتزام بتنفيذ الأهداف الموضوعة وفق هاتين الوثيقتين. وتتعدد التحديات التي تواجهنا اليوم، ويوجد من بينها ما هو خطير. ومن أهم هذه التحديات الهجوم الذي تتعرض له الثقافة والمعتقدات الإسلامية والمتمثل في ظاهرة الإسلاموفوبيا. وتسعى هذه الظاهرة إلى تشويه صورة الإسلام وقيمه النبيلة ومبادئ السلام والتسامح والعطف التي ينادي بها. وقد نشط مرصد الإسلاموفوبيا بالأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة لمواجهة هذه الهجمة الشرسة على ثقافتنا من خلال رفع الوعي العالمي بآثارها الخطيرة على البشرية إذا ما استمرت ظاهرة الإسلاموفوبيا في النمو بلا هوادة. وقد كان هذا الأمر شاغلنا الشاغل في الفترة الماضية، لكنني أعتقد بأنه نتيجة توحيد جهودنا في هذا المجال، بدأنا نرى علامات مشجعة من المجتمع الدولي استجابة لأوجه القلق لدينا. السيد الريس السادة الحضور لقد رفعت جهود الأمانة العامة والدعم غير المحدود من الدول الأعضاء مكانة منظمة المؤتمر الإسلامي في العلاقات الدولية إلى مستوى غير مسبوق، حيث إن منظمتنا بدولها الأعضاء الـ57 هي ثاني أكبر منظمة دولية حكومية خارج إطار الأمم المتحدة. وقد اكتسب عملنا المشترك زخما كبيرا من خلال دعم الأجهزة المتفرعة والمؤسسات المتخصصة والمنتمية بما في ذلك الإيسيسكو، واليوم يحق لنا في منظمة المؤتمر الإسلامي أن نفخر بأننا نتحدث بصوت واحد في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية التي ينصت فيها لنا باهتمام. كما أننا أصبحنا نمتلك القوة لتوحيد مواقفنا وحماية مصالحنا لأننا أحرزنا تقدما طيبا على صعيد برنامجنا الإصلاحي. ويرتكز تفاعلنا مع شركائنا والأطراف المعنية على مبادئ الاحترام والفهم المتبادلين، حيث أننا نؤمن بالتفاعل ولا بالصدام، ونرحب بالحوار الذي يحقق مناخا من التعاون في كافة المجالات بما فيها القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية. سيدي الرئيس قبل أن أختم كلمتي أود أن أؤكد لكم أن وفد منظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الاجتماع العام سيقدم إسهامات إيجابية من أجل إنجاحه، وأود أن أعرب عن امتنانا العميق لحكومة تونس وشعبها الكريم على كرم الضيافة الأخوي الذي لاقيناه ليجعل من إقامتنا هنا مصدرا لسعادتنا وغبطتنا.