التاريخ: 09/07/2007
حضرات السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم، يسعدني أن أخاطب هذا الجمع الكريم بمناسبة تنظيم هذه الورشة الهامة حول موضوع: "التمويل بواسطة القروض الصغرى والتخفيف من وطأة الفقر في الدول الأعضاء" كموضوع لجلسة لتبادل الآراء في الدورة الثالثة والعشرين للكومسيك والتي ستعقد في اسطنبول في شهر نوفمبر 2007. واسمحوا لي في البدء أن أعرب عن آيات شكري لمركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للبلدان الإسلامية بأنقرة على تنظيم هذه الورشة وعلى حسن الضيافة وكرم الوفادة التي لقيها المشاركون جميعا. كما أود أن أعرب عن شكري لجميع مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي، ولاسيما البنك الإسلامي للتنمية، وللخبراء وللدول الأعضاء التي تشارك وتساهم في هذه الورشة. ويسعدني أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد بالدور الذي تنهض به لجنة الكومسيك في تحسين التعاون وتبادل الآراء بشأن مختلف القضايا التي تهم الدول الأعضاء. وإن اختيار الكومسيك "التمويل الصغرى والتخفيف من وطأة الفقر" موضوعا لتبادل الآراء في دورتها المقبلة لدليل على عزم اللجنة على المساهمة في تنفيذ برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي. سيدي الرئيس، يولي برنامج العمل العشري عناية خاصة لموضوع التخفيف من وطأة الفقر وبناء قدرات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ولاسيما الدول الأعضاء الأقل نموا. كما يدعو إلى تعزيز الأنشطة الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي، والمساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى دعم برامج التخفيف من وطأة الفقر في البلدان الأعضاء الأقل نموا. ومن المعروف أن التمويل بواسطة القروض الصغرى يعتبر أداة من الأدوات الأساسية ومصدرا مهما من مصادر التخفيف من وطأة الفقر. ويعتبر مشروع الأمم المتحدة للألفية التمويل متناهي الصغر استراتيجية من استراتيجيات التنمية التي يجب تنفيذها ودعمها لبلوغ الغاية الطموحة المتمثلة في التخفيف من حدة الفقر في العالم بمقدار النصف. وقد منحت أكبر جائزة في العالم، وهي جائزة نوبل للسلام، إلى السيد محمد يونس اعترافا ببدوره الرائد في تنمية قطاع التمويل بواسطة القروض الصغرى. ولكن، وبالرغم من أن التمويل بواسطة القروض الصغرى يعتبر أداة من أقوى أدوات محاربة الفقر، فإن هذا القطاع لا يزال يواجه عدة مشاكل حقيقية. فرغم معدلات السداد المرتفعة، تبقى كلفة تسيير مؤسسات القروض الصغرى أعلى بكثير من نظيراتها التجارية التقليدية. فغالبا ما تفرض هذه المؤسسات معدلات فائدة مرتفعة جدا لتغطية التكاليف الإدارية المرتفعة للقروض الصغرى التي تمنحها للفقراء. وهذا الواقع يخلق توترا بين استمرارية قطاع القروض الصغرى والمستفيدين منها. كما يخلق مشكلة تنظيم مؤسسات القروض الصغرى. وانسجاما مع هذا الواقع، تكتسي هذه الورشة اهتماما خاصا وتوفر للدول الأعضاء فرصة مناسبة لتبادل الآراء والخبرات، وتحديد أفضل السبل والوسائل الكفيلة بتنفيذ مختلف برامج القروض الصغرى للتخفيف من وطأة الفقر في البلدان الأعضاء. كما ستعين هذه الورشة الدول الأعضاء على تقييم احتياجاتها وقدراتها في هذا المجال ذي الأهمية، وخلق أفكار تتعلق ببعض المشاريع العملية، والخروج بتوصيات ملموسة للتنفيذ. وإنني لعلى يقين أن هذه الورشة ستسهم إسهاما قيما في المناقشات التي ستتم والقرارات التي ستصدر عن جلسة تبادل الآراء خلال الاجتماع المقبل للكومسيك، وستسهم بذلك في تنفيذ برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وفي الختام، أتمنى لورشتكم هذه النجاح والتوفيق وأشكركم جزيل الشكر على انتباهكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسطنبول، من 9 إلى 11 يوليو 2007