التاريخ: 23/06/2007
بسم الله الرحمن الرحيم معالي السيد أبو الفاس غاراييف، وزير الثقافة والسياحة بجمهورية أذربيجان المندوبين والضيوف الموقرين، حضرات السيدات والسادة، يطيب لي، بداية، أن أتوجه بالتحية وبالتمنيات الصادقة إلى كافة المشاركين الموقرين في هذا المؤتمر العلمي الدولي الهام حول دور السياحة في اقتصادات بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي. وأود كذلك أن أتوجه بالشكر إلى حكومة جمهورية أذربيجان وشعبها على استضافة هذا المؤتمر وكذا على حرارة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظيت بهما جميع الوفود. كما أعرب عن الشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة والسياحة في أذربيجان على الدور المحمود والاقتراحات القيمة التي قدمها لإنجاح تنفيذ القرارات الصادرة عن الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة، بصفته رئيساً لهذه الدورة. إن قطاع السياحة يشكل بالنسبة لعدد من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ركيزة من الركائز الأساسية لاقتصاداتها، والذي يدر مداخيل بالعملة الأجنبية وسيسهم في توفير فرص العمل، لا سيما وأنه يرتبط، وعلى نحو وثيق، بغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى، مثل قطاعي الحرف التقليدية والنقل والمواصلات. وعلاوة على ذلك تجتذب السياحة استثمارات هامة في البنية الأساسية والمواقع التاريخية والثقافية والأماكن الترفيهية. ونظراً لما تمتلكه الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من إمكانات غنية ومتنوعة، طبيعية وجغرافية وتاريخية وثقافية وتراثية، فإن لديها من الطاقات الكبرى ما يمكنها من بناء سياحة مستديمة. إلا أنه بالنظر إلى حصتها المتواضعة في سوق السياحة العالمية، وتركز النشاط السياحي في قلة قليلة منها، فإن نصيباً كبيراً من تلك الطاقات المتأصلة يظل غير مستغل. ولم يتم تحقيق المستويات المنشودة من النشاط السياحي في غالبية بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي منطقة المنظمة ككل. وعليه فإن الطاقات الكامنة للموارد الطبيعية للسياحة، وإن كانت تشكل عاملاً حاسماً في هذا الشأن، لا يمكنها لوحدها أن تؤسس لصناعة سياحية ناجحة ما لم يخطط لها على نحو سليم وتدار بكيفية ملائمة. والواقع أن السياحة والثقافة أمران مترابطان على نحو وثيق مفهومياً وواقعياً، فالثقافة تشكل إطاراً من أطر الاتصال فيما بين الدول والمجتمعات. وتكتسي السياحة الثقافية أهمية كبيرة، إذ تشكل وسيلة فعالة لإبراز الأوجه الثقافية والتاريخية للأًمم والمجتمعات للجمهور على نطاق واسع، في الداخل والخارج وكذا في تعزيز الصورة الحقيقية للحضارات وأهدافها وثقافاتها من خلال استعراض الماضي والحاضر عن طريق تقديم منتوجاتهما وإنجازاتهما، وعلى هذا النحو فإنها تسهم كذلك في بناء السلم العالمي من خلال تعزيزها لروح التفاهم والتقارب بين الثقافات.. إن تنمية التعاون وتطوير قطاع السياحة في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمسار مباشر نحو تحقيق الأهداف التي حددها برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فيما يتعلق بتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان والتواصل وتبادل المعلومات وتعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات داخل العالم الإسلامي وخارجه. وبالإمكان تحقيق زخم كبير من خلال بلوغ الأهداف بتشجيع تنمية السياحة الإسلامية البينية وتحديد الأولويات المتعلقة بالمشاريع السياحية الإقليمية المشتركة ضمن إطار وروح برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. وأود، في هاذ الصدد، أن أشير إلى أن الاجتماع الثاني لفريق الخبراء المعني بتنمية السياحة الذي عقد في تركيا من 9 إلى 11 مايو 2007 قد أصدر خطة استراتيجية لتنمية السياحة في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وآمل أن يسهم تنفيذ هذه الخطة الاستراتيجية في تنمية السياحة الإسلامية البينية وفي تحقيق نتائج إيجابية في هذا القطاع. السيد الرئيس، أود أن أؤكد لكم دعم الأمانة العامة للمنظمة وأجهزتها ومؤسساتها المستمر والفعال لعملية تنفيذ برنامج العمل العشري وخطة عمل المنظمة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء والتي يندرج هذا الاجتماع في إطارها. كما آمل أن يتوج علماؤنا قطاع السياحة في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي بأبحاثهم العلمية القيمة خلال هذا المؤتمر، متمنياً كامل التوفيق والسداد لهذا المؤتمر العلمي والدولي المتميز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته باكو، جمهورية أذربيجان 21-22 يونيو 2007