التاريخ: 23/01/2007
بسم الله الرحمن الرحيم سعادة السيد ممثل وزارة التجارة الخارجية بالمملكة المغربية، السيد علال رشدي، المدير العام للمركز الإسلامي لتنمية التجارة، المندوبين والضيوف الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يطيب لي، بداية، أن أتوجه إلى كافة المشاركين بأصدق تحياتي وتمنياتي بالنجاح والسداد بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة والعشرين العادية لمجلس إدارة المركز الإسلامي لتنمية التجارة. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن صادق امتناني وعميق تقديري لجلالة الملك محمد السادس على الدعم الدؤوب الذي لا يفتأ جلالته يخص به منظمة المؤتمر الإسلامي والمركز الإسلامي لتنمية التجارة على وجه الخصوص. وأتوجه بالشكر كذلك إلى حكومة جلالته وإلى شعب المملكة المغربية على استضافة هذا الاجتماع وعلى حرارة الاستقبال وكرم الضيافة اللتين حظي بهما كافة الوفود منذ لحظة وصولهم إلى رحاب هذه الحاضرة الجميلة، مدينة الدار البيضاء. وتنعقد هذه الدورة لمجلس إدارة المركز الإسلامي لتنمية التجارة في فترة بالغة الأهمية. فقد سجل الاجتماع الثاني والعشرون للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (كومسيك)، الذي عقد في اسطنبول من 21 إلى 24 نوفمبر 2006، النتائج الموفقة التي تمخضت عنها الجولة الأولى من المفاوضات التجارية التي جرت بين الدول المشاركة في إطار الاتفافية الإطارية لنظام الأفضلية التجارية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وعقد كذلك الاجتماع الأول من الجولة الثانية للمفاوضات التجارية للجنة المفاوضات التجارية على هامش هذه الدورة في اسطنبول من 24 إلى 26 نوفمبر 2006م. ومما يبعث على السعادة والارتياح أن بروتوكول خطة التعريفية التفضيلية الخاصة بنظام الأفضلية التجارية فيما بين الدول الأعضاء (بريتاس) لتنفيذ نظام الأفضلية التجارية قد كلل بالنجاح. إلا أنه يلاحظ أن 9 بلدان فقط من مجموع 18 بلداً مشاركا قد وقفعت، حتى الآن على بروتوكول خطة التعريفة التفضيلية. ويلاحظ كذلك أن هذا العدد قد سجل بعد مرور حوالي سنة تقريبا على اختتام المفاوضات التجارية للبلدان الأعضاء المشاركة حول بروتوكول خطة التعريفة التفضيلية. لكن الحد الأدنى المطلوب لعشرة بلدان مشاركة للتصديق على الآلية لم يتحقق بعد، الأمر الذي يحول دون تنفيذ البروتوكول. وعليه، فإنني أناشد البلدان الأعضاء المشاركة، والتي لم تصادق بعد على بروتوكول خطة التعريفة التفضيلية لنظام الأفضلية التجارية أن تبادر إلى ذلك في أقرب الآجال الممكنة. إن الحاجة ماسة إلى التنفيذ المبكر لهذا البروتوكول لتعزيز التجارة الإسلامية البينية، وسيشكل في الوقت ذاته حافزاً للبلدان الأعضاء غير المشاركة على المشاركة في هذا الترتيب التعريفي التفضيلي. وأود، في هذا الصدد، أن أرحب بمشاركة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا في الدورة الثانية والعشرين للكومسيك والجولة الثانية لنظام الأفضلية التجارية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن المعلوم أن بروتوكول خطة التعريفة التفضيلية سيحقق فوائد اقتصادية للبلدان المشاركة. ولا يفوتني كذلك أن أعرب عن صادق تقديري للمركز الإسلامي لتنمية التجارة ولمديره العام على الدور الهام الذي اضطلع به المركز ومكتب تنسيق الكومسيك في التحضير لعملية المفاوضات التجارية التي نظمت في انتاليا وإسطنبول في إطار الاتفاقية الإطارية لنظام الأفضلية التجارية. ولي اليقين أن الجولة الثانية من المفاوضات التجارية ستسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق مستوى 20% من التجارة الإسلامية البينية، والذي نص عليه برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي. ومن الواضح أن جميع الأجهزة الفرعية والمؤسسات المتخصصة والمنتمية التابعة للمنظمة، والتي تزاول نشاطاتها في مجال التعاون الاقتصادي، ستتعبأ من أجل تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية؛ كما أنني واثق من أن المركز الإسلامي لتنمية التجارة سيسهم باستمرار، وعلى نحو فعال، في تنفيذ برنامج العمل العشري للمنظمة. كما أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر إلى الدول الأعضاء التي ساهمت في المركز الإسلامي لتنمية التجارة، وأدعو مجدداً غيرها من الدول الأعضاء التي لم تقدم مساهماتها أن تبادر إلى ذلك في أقرب الآجال. وأود أن أشدد، وبشكل خاص، على أهمية تسديد الدول الأعضاء لمتأخراتها في ميزانية المركز الإسلامي لتنمية التجارة، وذلك حتى يتسنى له القيام بالمزيد من النشاطات لتعزيز التجارة الإسلامية البينية. السيد الرئيس، المندوبين الموقرين، يطيب لي كذلك أن أشيد بالمبادرات الموفقة للمركز الإسلامي لتنمية التجارة والمتعلقة بتنظيمه لمعارض تجارية وسياحية. وكما تعلمون فإن المعارض التجارية والسياحية تشكل إحدى الآليات الرئيسية لتعزيز التجارة الإسلامية البينية وتشكل السوق الأكثر نجاعة للمشترين والبائعين. كما يَعتبر عدد من الدول الأعضاء في المنظمة القطاع السياحي أحد أهم القطاعات المدرة للعملات الأجنبية ومجالاً مهما لتوفير فرص العمل، لا سيما وأن بينه وبين غيره من القطاعات الاقتصادية صلة وثيقة مثل النقل والحرف اليدوية، فضلا عن أن السياحة تستقطب استثمارات مهمة في البنية الأساسية والمواقع التاريخية والثقافية وأماكن الترفيه. ولابد لي من الإشارة، في هذا المقام، إلى المساعدة الهامة التي يقدمها كل من المركز الإسلامي لتنمية التجارة والبنك الإسلامي للتنمية إلى الدول الأعضاء لتمكينها من الاستفادة بأكبر قدر ممكن من مشاركتها إلى منظمة التجارة العالمية. ولمواجهة آثار تدهور أسعار السلع التي تشكل القسم الأكبر من صادرات بعض الدول الأعضاء، تعتبر هذه المساعدة بالغة الأهمية وينبغي الحرص على الاستمرار في تقديمها. ومما لا شك فيه أن جميع القضايا الهامة التي أثرتها للتو ستحظى خلال مداولاتكم بالتركيز والاهتمام. وأود أن أؤكد لكم أن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لن تدخر وسعا في تقديم كل الدعم الخارجي اللازم للمركز الإسلامي لتنمية التجارة وذلك حتى يزدهر وينجز المهام الموكولة إليه خدمة لمصالح الأمة الإسلامية. وأتمنى لكم التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الدار البيضاء، المملكة المغربية 23 – 24 يناير 2007