التاريخ: 20/11/2018
بمناسبة اليوم العالمي للطفل، 20 نوفمبر، يسرني أن أعرب عن أطيب أمنياتي بالسعادة والأمان لجميع أطفال العالم.
يعتبر اليوم العالمي للطفل مناسبةً عالميةً تجدد فيه الأسرة الدولية التزامها بإعلان حقوق الطفل لعام 1959 واتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، وبدورها تجدد منظمة التعاون الإسلامي التزامها بإعطاء أولوية لقضايا الطفل في العالم الإسلامي، خاصة في ظل ما يتعرض له الأطفال اليوم، في العديد من مناطق العالم، خاصة مناطق النزاعات في العالم الإسلامي من انتهاكات جسيمة لحقوقهم بما أفقدهم القدرة على الاستمتاع بطفولة آمنة مطمئنة. فنجد منهم من يتعرض للقتل والإبادة والتشويه بسبب العرق أو الدين، مثل ما يتعرض له أطفال الروهينجيا، ومنهم من يتم تجنيده عنوةً من قبل الجماعات الإرهابية، ومنهم من يحرم من الالتحاق بالمدارس، مثل ما يتعرض له الأطفال في فلسطين على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي. ومنهم من يتعرض للإهمال دون رعاية كافية لحمايتهم من الغزو السريع للثورة الرقمية وتحصينهم من الإدمان على الجوانب السلبية لشبكات التواصل الإجتماعي.
ولقد أقرت الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي للوزراء المعنيين بالطفولة، التي انعقدت في شهر فبراير 2018 في الرباط، المملكة المغربية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، ضرورة توفير الحماية اللازمة للأطفال من كافة أشكال العنف، خاصة الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية في مناطق النزاع والحروب والاحتلال، والعمل على توفير خدمات الصحة العامة والتعليم والخدمات الاجتماعية والرعاية النفسية والتأهيل وإعادة الادماج وتوفير أماكن للإقامة الآمنة لهؤلاء الأطفال. كما اعتمد المؤتمر وثيقة حول ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم الإسلامي وسبل التصدي لها، إذ حث المؤتمر الدول الأعضاء على ضرورة تجديد الالتزام بالتصدي لظاهرة عمل الأطفال من خلال تطوير التشريعات الوطنية وملائمتها مع القوانين الدولية ذات الصلة ووضع خطط عملية لتنفيذها.
إن مسئوليتنا تجاه حماية أطفال العالم بصفة عامة، وأطفال العالم الإسلامي بصفة خاصة، هي مسؤولية عظيمة لا يمكن التخلي أو التقاعس عنها وتستدعي عملاً عاجلاً شاملاً وجاداً لوضع خطط واضحة للارتقاء بأوضاع الطفل وضمان كفالة حقوقه، سعياً لتحقيق غد أفضل له وإنهاء كل أشكال معاناته الصحية والنفسية. وفى هذا السياق، أجدد الدعوة للمجتمع الدولي وللدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي ولمؤسسات المنظمة ذات الصلة والمنظمات الدولية المعنية بحماية وتعزيز حقوق الطفل، لبذل المزيد من الجهد والمشاركة من أجل ضمان مستقبل أفضل من خلال حماية الأطفال في الدول الأعضاء وفي العالم على اتساعه.