التاريخ: 14/11/2018
شدد مجمع الفقه الإسلامي، المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، والأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية على مشروعية تطعيم شلل الأطفال، وحثوا الآباء والأمهات والدول التي يتواجد فيها هذا المرض على تسهيل عمل الفرق الطبية لتحصين الأطفال وحمايتهم والوقوف في وجه الفتاوى المضللة، مؤكدين في الوقت ذاته على عدم تعارض تطعيمات شلل الأطفال مع الدين الإسلامي الحنيف.
جاء ذلك في افتتاح الاجتماع السنوي الخامس للفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال، الذي عقد اليوم 14 نوفمبر 2018 في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية للاجتماع معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي وإمام المسجد الحرام، ومعالي الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ومعالي الدكتور صالح عباس جمعة صالح، وكيل الأزهر الشريف وموفد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وصاحب الفضيلة الدكتور محمد وسام خضر رئيس الفتوى المكتوبة في دار الإفتاء المصرية، في كلمة ألقاها نيابة عن مفتي جمهورية مصر العربية، ومعالي الدكتور أحمد الجويني، نائب الرئيس لتنمية الشراكات بالبنك الإسلامي للتنمية، ومعالي الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
من جهته، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إنه نظرا لأن بعض المناطق في العالم الإسلامي تشهد فتاوى مضللة تحرم تطعيمات شلل الأطفال، فإنه يدعو الفريق الاستشاري الإسلامي إلى دعم المقترح الذي تقدم به لمؤتمر وزراء الصحة المتمثل في إنشاء شبكة طوعية بين الأطباء المسلمين، تكون تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وتحظى بالمصداقية وتسهم في المساعدة وتخفيف معاناة ذوي الاحتياجات الصحية في الدول الأعضاء.
وأشار العثيمين إلى أن عدد الإصابات بشلل الأطفال تقلص بشكل كبير في الدول المتضررة من المرض، حيث أحصيت 27 حالة فقط أبلغ عنها بنهاية يوليو 2018، منحصرةً في بضع مناطق داخل أفغانستان وباكستان. كما انخفض عدد الأطفال الذين فاتهم التطعيم في المناطق التي ترتفع فيها احتمالات الخطر في باكستان من 47.23 في المائة إلى 12.71 في المائة، في حين انخفض عدد حالات استهداف قتل العاملين الصحيين من 78 قبل إنشاء هذا الفريق والفريق المنبثق عنه على المستوى الوطني في باكستان إلى صفر اليوم.
وأكد الأمين العام أن هذا الفريق أسهم في تحسين مبادرات القضاء على شلل الأطفال في أفغانستان من خلال تقليص عدد حالات رفض التلقيح على أساس ديني، وزيادة التوعية بالمرض، وتحسين فرص الوصول إلى بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها، وزيادة الطلب على مصل شلل الأطفال واستخدامه.
وحث الأمين العام على ضرورة مضاعفة الجهود لإخلاء العالم من المرض تماما بنهاية عام 2019.
وأشاد العثيمين بقرار الفريق الاستشاري الإسلامي بشأن توسيع نطاق مهمته لتشمل التحصين الاعتيادي إضافة إلى الأولويات الأخرى في صحة الطفولة والأمومة بما فيها الرضاعة الطبيعية والمباعدة بين الولادات والوقاية الصحية وتعزيز الطلب على التثقيف الصحي خلال فترات الحمل.