التاريخ: 09/02/2009
الدوحة- دولة قطر الاثنين 9 فبراير 2009 بسم الله الرحمن الرحيم معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية معالي السيد جان بينج: رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي معالي السيد عمرو موسى : أمين عام الجامعة العربية معالى السيد جبريل باسولى- الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة السادة أعضاء الوفود من حكومة السودان وممثلي الفصائل في دارفور أصحاب السعادة -السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، أود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لحكومة دولة قطر على تقديمها الدعوة لمنظمة المؤتمر الإسلامي للمشاركة في هذا الاجتماع الهام كما انتهز هذه السانحة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر للجهود الصادقة والمخلصة التي يبذلها لتحقيق السلم والأمن في الدول الأعضاء في المنظمة . أصحاب السعادة، ظل الوضع في دارفور يشكل مصدر قلق شديد لمنظمة المؤتمر الاسلامى وتصدر اهتماماتها في العديد من اجتماعاتها الوزارية وعلى مستوى القمة وتبنت حياله العديد من القرارات التي أعربت عن تأييد الأمة الإسلامية للجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في تحقيق السلم والأمن في الإقليم وشاركت المنظمة في المفاوضات السابقة والتي كان آخرها جولة التفاوض التي جرت في مدينة سرت بالجماهيرية الليبية في أكتوبر 2007. من جهة أخرى أوفدت المنظمة عددا من الوفود التي زارت إقليم دارفور ووقفت على الأوضاع الإنسانية الملحة حيث تم تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين من النزاع . وسعيا منها لمعالجة احد أسباب الجذور الرئيسية للنزاع المتمثلة في غياب التنمية فقد تبنت المنظمة فكرة عقد مؤتمر دولي للمانحين لتنمية وإعادة أعمار إقليم دارفور وذلك بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية و البنك الإسلامي للتنمية وهى الآن بصدد الإعداد لهذا المؤتمر وسيتم ذلك بالتشاور مع كل الأطراف المعنية. أصحاب السعادة تشكل مفاوضات الدوحة سانحة ذهبية للتوصل لاتفاق سلام عادل في السودان يضع به حدا لمعاناة أهل السودان بصفة عامة وأهل دارفور بصفة خاصة من الحرب التي لم تجلب سوى الدمار والخراب وأعاقت نمو السودان وتقدمه . لقد آن الأوان لهذه الحرب أن تتوقف وان ينعم أهل السودان بالسلام الشامل في البلاد، فهي حرب ليس فيها منتصر أو مهزوم والخاسر هو السودان وحده.. إن السودان وطن واسع وغنى بموارده وشعبه ويتسع للجميع للمشاركة في اقتسام السلطة والثروة، لذلك باسم منظمة المؤتمر الإسلامي أناشد الجميع فتح صفحة جديدة والاحتكام لصوت العقل والضمير بالعمل بنية صادقة لتحقيق السلام وعدم إتاحة الفرصة لأعداء السودان لتمزيقه وتفتيته . وترى منظمة المؤتمر الإسلامي بأن المبادرة المشتركة لجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي تشكل إطاراً جامعاً للسودانيين للحوار وتبادل الآراء والمقترحات، و ترى في ذات الوقت بان المسئولية الأساسية تقع على عاتق السودانيين أنفسهم، فلا بد من أن تتوفر الإرادة السياسية الصادقة والاستعداد لتقديم التنازلات الكبيرة من اجل الهدف السامي وهو تحقيق السلام والاستقرار في السودان. في هذا الإطار نعبر لكل من الحكومة السودانية وكذلك حركة العدل والمساواة للمشاركة الصادقة في هذا المؤتمر، متمنياً وداعيا الأطراف الأخرى التي تمثل شعب دار فور للمشاركة في عملية السلام هذه. أصحاب السعادة إن منظمة المؤتمر الاسلامى إذ تؤيد بقوة مبادرة الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية بقيادة قطر الهادفة لتحقيق السلام في دارفور ، تعرب عن استعدادها التام للمشاركة الفاعلة في هذه المبادرة المخلصة من خلال الدعم المتواصل لجهود الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي السيد جبريل باسولى والأطراف الأخرى ووضع كافة إمكانياتها حتى يتحقق السلام والاستقرار في السودان الدولة العضو والمؤسسة لمنظمة المؤتمر الاسلامى. في الختام أتمنى لهذا الاجتماع النجاح والتوفيق في تحقيق أهدافه ومراميه ونجدد حرص منظمة المؤتمر الاسلامى على أن تكون شريكا أصيلا في العملية السلمية في دارفور ونؤكد أمام هذا الجمع الكريم بأننا لن نألو جهدا ولن ندخر وسعا في سبيل المساهمة تحقيق السلام في السودان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته