التاريخ: 15/11/2009
بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، أود أن أؤكد أهمية التسامح في حياة الشعوب والعالم، والحاجة للالتزام الكامل بهذا المبدأ ضماناً لتعايش سلمي في المجتمع. ويجب أن تظهر أهمية التسامح في الحوار بين أتباع مختلف المعتقدات والثقافات على أساس تبادل الاحترام. واحتفاءً بهذا اليوم، الذي يذكرنا بمآسي وكوارث وقعت عبر التاريخ بسبب غياب التسامح والتفاهم تجاه ثقافة الآخرين ومعتقداتهم وفهمهم وتفسيرهم للأمور وسلوكهم، نرى وجوب مساهمة جميع المهتمين بالأمر من حكومات ومنظمات دولية ووطنية ومؤسسات المجتمع المدني، على نحو إيجابي في عملية الحوار والتعايش السلمي ودعمهما بغية تعزيز التسامح بين جميع شعوب العالم. وإني أرى أنه يجب العمل من خلال مبدأ التسامح الذي يشمل الاحترام والتفاهم بين البشر ويكفل السلم والأمن للمجتمعات، على تعزيز السلوك الاجتماعي السلمي للبشر من أجل تحسين الأوضاع في العالم والعيش في مناخ سلمي وتهيئة مثل هذا المناخ. ويجب أن تشمل هذه العملية ملاحقة جميع مرتكبي أعمال التحريض على الكراهية والتمييز والنمطية على أساس الدين أو الثقافة أو العِرق ومعاقبتهم. وللأسف، فإن المسلمين مازالوا يعانون من تصاعد موجة الإسلاموفوبيا وأعمال التحريض على الكراهية والنمطية والتمييز بسبب دينهم وثقافتهم في الغرب. وهذا التيار الذي يتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان لقي دعماً من بعض الجهات وبعض أجهزة الإعلام، حيث أساءت جهات تبرر أعمالها التي تحض على الكراهية واستخدام حرية التعبير وحرية الحديث. إضافة إلى ذلك، تشكل هذه الأعمال كذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية ومنها حقه في حرية ممارسة شعائر دينه. وأود أن أؤكد مجدداً أن الإسلام دين يدعو إلى السلام والتسامح ويعتقد اعتقاداً رسخاً في السلام واحترام معتقدات الآخرين وثقافاتهم. وتعزز تعاليم الإسلام والتعايش السلمي احترام كرامة الإنسان وشرفه. وظلت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في إطار ميثاق المنظمة وبرنامج عملها العشري الذي اعتمدته القمة الاستثنائية الإسلامية الثالثة التي عقدت في مكة المكرمة في 2005 تبذل جهوداً لم تعرف الكلل ولا الملل لتعزيز الحوار بين أفراد الثقافة الواحدة والثقافات المختلفة والتفاهم على أساس مبادئ التسامح وتبادل الاحترام.