منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي

كلمة معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الاجتماع الأول للجنة الخبراء مفتوحة العضوية للشؤون الإنسانية

التاريخ: 22/04/2009

السيد الرئيس السيدات والساده ممثلو الدول الاعضاء الموقرون السلام عليكم ورحمة الله انه لمن دواعى سرورى ان أخاطبكم في فاتحة هذا الاجتماع الهام ، والذى يناقش موضوعات مهمة تهدف الى وضع الاسس القانونية للعمل الانسانى داخل منظمة المؤتمر الاسلامى . ونحن اذ نصل الى هذه المرحلة المتقدمة من المسيرة الانسانية للمنظمة ، أود أن اذكر بخطوات مهمة شكلت مراحل مفصلية فى رحلة الالف ميل ، الهادفة الى بلورة وتقنين العمل الانسانى الاسلامى الجماعى داخل أروقة منظمة المؤتمر الاسلامى . كما تعلمون فان بداية تسلم مهام عملى فى قيادة الامانة العامة قد ارتبطت بكارثة انسانية مروعة لم يشهد العالم لها مثيلا فى تاريخه المعاصر وهى كارثة تسونامى فى اندونيسيا ، والتى أدت الى خسائر باهظة فى الارواح والممتلكات . لقد كشفت هذه الكارثة عن ثغرة كبيرة جدا فى مجال العمل الاسلامى المشترك فى المجال الانسانى ، حيث لم تتوفر للمنظمة حتى ذلك الوقت اليات فاعلة لقيادة وتنسيق العمل الانسانى الجماعى ، وقد أدى ذلك الى تراجع التاثير الايجابى للمساعدات الاسلامية لدى الرأي العام رغم المساهمات الكبيرة التى قدمتها بعض الدول الاعضاء . ان متابعتنا لردود الفعل الدولية بشان مشاركة العالم الاسلامى فى مساعدة ضحايا تسونامى ، أكدت قناعاتنا بضرورة ايجاد اليات لتنسيق وقيادة العمل الاسلامى الجماعى فى المجال الإنساني . ومن ثم جاءت القمة الاسلامية الاستثنائية الثالثة والتى أفردت فى برنامج العمل العشرى حيزا مقدرا للعمل الانسانى ، وحددت الهدف وأرست الاساس الذى قامت عليه برامج العمل الانسانى فى المنظمة . ومن ثم فقد شكل المؤتمر الاسلامى الثالث والثلاثين لوزراء الخارجية مرحلة متقدمة ، ونقلة نوعية فى العلاقة مابين الامانة العامة ومنظمات المجتمع المدنى فى الدول الاعضاء ، حيث أقر المؤتمر ولأول مرة فى تاريخ المنظمة منح المنظمات غبر الحكومية صفة العضو المراقب ، وكلف الامين العام بتنظيم عمل هذه المنظمات تحت مظلة الامانة العامة ، وأجاز لائحة شروط انضمام المنظمات غير الحكومية الى المنظمة . وأخيرا استكملت هذه المسيرة الطيبة فى المؤتمر الخامس والثلاثين والذى قرر انشاء ادارة للشئون الانسانية بالامانة العامة تنظم وتنسق العمل الانسانى الجماعى فى مجالاته المختلفة . وقد طلب القرار من الامانة العامة تحديد ولاية هذه الادارة وأهدافها الاستراتيجية بغية اقرارها من مؤتمر وزراء الخارجية ، وهى الوثيقة التى ستبدأون فى نقاشها اليوم . وهكذا، وكما ترون فان مسيرة العمل الانسانى فى المنظمة قد تطورت بشكل مطرد منذ القمة الاسلامية الاستثنائية الثالثة ، ونامل أن نتمكن من الانتهاء من المرحلة الاولى منها هذا العام وهى مرحلة وضع الاسس القانونية والادارية السليمة لهذا العمل الهام . ومن بعد ذلك نستطيع أن ننطلق لمواجهة تحديات المرحلة الثانية وهى المرحلة الاصعب ، لانها مرحلة مواجهة التحديات الانسانية الكبرى التى يعانى منها العالم الاسلامى . ان مواجهة تحديات تلك المرحلة تحتاج الى تضامن اسلامى حقيقى ، نظرا لضخامة الحاجة الى المساعدات الانسانية فى العالم الاسلامى . فعلى سبيل المثال لا الحصر ، أنه من جملة ثلاثين بلدا فى العالم يحتاج الى تدخل انسانى عاجل ، وفق احصاءات الامم المتحدة ، فان أربعة وعشرين من هذه البلاد هى من الدول الاعضاء فى منظمة المؤتمر الاسلامى . ومن جانب اخر فان الامم المتحدة تصرف نسبة 77% من ميزانية الطوارئ لملاحقة الكوارث المختلفة فى العالم الاسلامى . ومن المؤسف أن هذه الارقام تسير نحو الزيادة بسبب تلاحق الكوارث سواء تلك التى بفعل الطبيعة أو من فعل الانسان. وسيكون الوضع الانسانى الاسلامى أكثر قتامة إذا وضعنا في الحسبان الآثار السالبة التي يخلفها تغير المناخ والازمة العالمية المالية على الوضع الانسانى بسبب عدم انتظام الامطار والذى سيؤدى الى نقص انتاج الغذاء ، وازدياد تعداد الجوعى فى العالم عامة والاسلامى خاصة . انه لا يجب أن ننظر الى أزمة الغذاء كظاهرة قائمة بذاتها ، ولا بد من النظر اليها فى سياق غيرها من الكوارث التى يعانى منها العالم . ووفقا لتقارير برنامج الامم التحدة للبيئة ، فانه بحلول العام 2050 قد يفقد العالم مايصل الى 25% كم الانتاج العالمى للاغذية نتيجة لاثار تغير المناخ ، وتدهور الاراضى الزراعية ن وندرة المياه وتلف المحاصيل . ومن المتوقع ان يزيد سكان العالم بما يقارب أثنين مليار نسمه ، مما يتطلب زيادة الانتاج الغذائى الى ضعف ماهو عليه الان . واذا ادركنا أنه يوجد فى العالم اليوم حوالي مليار شخص يعانون من الجوع ـ وأن واحد من كل سبعة أشخاص فى الارض لا يحصلون على مايكفى من الطعام للتمتع بحياة صحية ، وأنه يموت كل يوم خمس وعشرون ألفا نتيجة لعدم توفر الطعام أو مايترتب عليه من مشكلات صحية ، وأنه فى كل سته ثوانى يموت طفل من الجوع ، فلا شك اننا سندرك حجم الكارثة الانسانية التى تواجه العالم . واذا ادركنا من جانب اخر أن العالم الثالث هو الذى سيدفع الثمن الاكبر من الخسائر و أن دولنا الاعضاء كلها فى العالم الثالث ، فاننا بلا شك سندرك حجم الازمة الانسانية التى سيواجهها العالم الاسلامى . سيداتي والسادة، يعاني العالم الإسلامي من كوارث عدة وأزمات إنسانية متتالية لذلك فإن مواجهة هذه التحديات تتطلب عملاً علمياً يقوم على تنسيق الجهود وتحديد سياسات إسلامية جماعية لمواجهة الكوارث وتنسيق حقيقي من أجل تقديم المساعدات الإنسانية متى ما دعت الضرورة إلى ذلك . لقد سعينا عبر إدارة الشؤون الإنسانية طوال العام الماضي لتنفيذ بعض المشروعات الإنسانية بناءاً على توجيهات وقرارات اللجنة التنفيذية حيث كانت لنا تدخلات مقدرة في الجمهورية اليمنية وباكستان والسودان والصومال إضافة إلى المشروعات التي بدأتها الأمانة من قبل في سيراليون وأفغانستان واندونيسيا . وقد شكل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة مرحلة جديدة من مراحل التدخل الإنساني العاجل حيث قامت إدارة الشؤون الإنسانية بعمل كبير في نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر مدينة العريش كما استطاعت تنسيق وتسهيل انسياب الإغاثة التي قدمتها الدول الأعضاء وكثير من منظمات المجتمع المدني وذلك عبر مكتب التنسيق اللوجستي الذي أنشأته في مدينة العريش. وقد وجد هذا العمل تقديراً واستحسانا كبيراً من الدول الأعضاء ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية العاملة وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة . ولا شك أن هذه التجربة ستضيف كثيراً إلى رصيد الإدارة الوليدة في مجال التدخل السريع متى ما دعت الحاج لذلك . وفي هذا الإطار أود أن أقدم الشكر الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية ولحملة خادم الحرمين الشريفين وجمعية الهلال الأحمر السعودي على المساعدات الكبيرة التي قدمتها لإدارة الشؤون الإنسانية لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية المختلفة ، كما أشكر بشكل خاص حكومة جمهورية مصر العربية على الدعم الكبير الذي قدمته لنا في مدينة العريش وفي معبر رفح والذي ساهم بشكل أساسي في نجاح الحملة الإنسانية التي قمنا بها لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وقد تلقيت مؤخراً رسالة من فخامة الرئيس محمد حسني مبارك يشيد فيها بالعمل الإنساني الذي قامت به منظمة المؤتمر الإسلامي أبان العدوان على غزة . إن العمل الإنساني الذي بدأ يتعاظم دوره في منظمة المؤتمر الإسلامي لابد أن يقوم على أساس قانوني وإداري قوي ، من أجل ذلك فقد حرصنا على إعداد الورقة التي بين أيديكم بشكل علمي جمعنا فيه تجربة الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة، ومن ثم أضفنا إليها تجارب منظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي والتي تدرك بشكل أفضل واقع مشكلات وحاجيات العمل الإنساني في دولنا الأعضاء . واليوم نعرض عليكم هذه الورقة آملين أن تحظي بالدراسة الفاحصة وأن تضيفوا إليها رؤاكم وأفكاركم البناءة حتى تتكامل في هذه الورقة الأبعاد الدولية والإسلامية والشعبية وبذلك تكون أساساً قوياً يقوم عليه بناء العمل الإنساني الإسلامي الواعد بإذن الله . أتمنى لمؤتمركم هذا كل التوفيق ولمداولاتكم كل النجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بيانات أخرى

No press releases assigned to this case yet.

مؤتمر بالفيديو لبحث آثار جائحة كورونا على جامعات منظمة التعاون الإسلامي


صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يسلم الدفعة الأولى من الدول الأعضاء الأقل نموا منحة مالية عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا


العثيمين: وكالات الأنباء في دول "التعاون الإسلامي" تدحض الأخبار الزائفة في جائحة كورونا


مواصلة لجهود المنظمة في مواجهة جائحة كورونا المستجد صندوق التضامن الإسلامي يشرع في إجراءات تقديم منحة مالية عاجلة للدول الأعضاء الأقل نموا


البيان الختامي للاجتماع الطارئ الافتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي المعقود على مستوى وزراء الخارجية حول الآثار المترتبة عن جائحة مرض كورونا المستجد (كوفيد-19) والاستجابة المشتركة لها


وزراء خارجية اللجنة التنفيذية: تعزيز الإجراءات الوطنية لدول "التعاون الإسلامي" للتخفيف من وطأة تداعيات وباء كورونا المستجد


مجمع الفقه التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يصدر توصيات ندوة "فيروس كورونا المستجد وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية"


منظمة التعاون الإسلامي ترفض استهداف المسلمين من طرف بعض الأوساط في الهند في ظل ازمة جائحة كورونا


العثيمين يدعو إلى اللجوء لأحكام فقه النوازل وحفظ النفس في محاربة وباء كورونا المستجد


العثيمين يخاطب ندوة مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول الأحكام المتعلقة بانتشار جائحة كورونا


البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة بشأن جائحة كورونا


العثيمين يدعو الاجتماع الافتراضي بشأن كورونا المستجد للعمل الجماعي في مواجهة الجائحة


كتاب اليوبيل الذهبي لمنظمة التعاون الإسلامي

المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان